خرج الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش خلال الندوة الصحفية للإعلان عن قائمة تربص شهر أكتوبر 2025 بتصريحات ساخرة ردّاً على منتقديه، قائلاً: “لقد برهنت في كل التربصات أنني أتأثر بما يُقال في شبكات التواصل الاجتماعي… طبعاً أنا أمزح”. هذه التصريحات تأتي في وقت تصاعدت فيه الانتقادات الموجهة للمدرب البوسني حول خياراته وطريقة إدارته للمنتخب، خاصة فيما يتعلق بإبعاد بعض اللاعبين وتفضيل آخرين رغم تراجع مستوياتهم.
السخرية تخفي صرامة القرار
بعد المزحة الافتتاحية، انتقل بيتكوفيتش للكشف عن فلسفته الحقيقية في التعامل مع الضغوط الخارجية، قائلاً: “أنا أستمع لكل ما يُقال، لكن في النهاية أنا من يقرر، لدي قليل من الشخصية (الصرامة)”. هذا التصريح يكشف عن نهج المدرب البوسني الذي يقوم على الاستماع للآراء دون الخضوع لها بالضرورة، معتبراً أن القرار النهائي يجب أن يبقى في يده كمسؤول فني أول عن المنتخب. هذه الصرامة، رغم أنها قد تبدو إيجابية من ناحية، إلا أنها تثير تساؤلات حول مدى مرونة المدرب في التعامل مع المعطيات الجديدة.
تكرار الأسماء ليس دائماً جيداً
في تصريح مثير للجدل، أضاف بيتكوفيتش: “أحياناً عندما يُكرَّر اسم لاعب كثيراً فهذا ليس بالأمر الجيد. أحياناً أكون عنيداً”. هذا التصريح يكشف عن جانب غريب في شخصية المدرب، حيث يبدو أنه قد يتخذ قرارات معاكسة للمطالب الجماهيرية فقط لأن اسماً معيناً تكرر كثيراً في النقاشات. هذا النهج يثير تساؤلات خطيرة حول معايير الاختيار: هل تقوم على الأداء الفني الخالص أم على رغبة في إثبات الاستقلالية والعناد في مواجهة الضغوط؟
عناد في وقت حساس
ما يثير القلق أكثر هو توقيت هذه التصريحات، حيث يحتاج المنتخب الوطني لثلاث نقاط فقط من مواجهتي الصومال وأوغندا لضمان التأهل لكأس العالم 2026. الجزائر التي تتصدر مجموعتها برصيد 19 نقطة في وضعية مريحة نسبياً، لكن أي تعثر قد يعقد الحسابات. في هذا الوقت الحساس، تصريحات بيتكوفيتش حول “العناد” وعدم التأثر بالآراء قد تبدو غير مناسبة، خاصة وأن الجمهور يتوقع من المدرب التركيز الكامل على تحقيق الهدف بدلاً من الدخول في جدالات حول الاستقلالية والصرامة.
ردود فعل متباينة
هذه التصريحات أثارت ردود فعل متباينة في الوسط الرياضي الجزائري. البعض اعتبرها دليلاً على شخصية قوية لا تنحني أمام الضغوط، بينما رأى آخرون فيها نوعاً من العناد غير المبرر قد يضر بمصلحة المنتخب. السؤال الأهم يبقى: هل ستنعكس هذه الفلسفة إيجاباً على نتائج المنتخب في المواجهات المقبلة، أم أنها ستكون سبباً في تعقيدات غير ضرورية؟


