إحصائيات صادمة: أرقام أنتوني ماندريا تثير تساؤلات عن حارس المنتخب الوطني الجزائري

الأرقام لا تكذب، وإحصائيات أنتوني ماندريا، حارس المرمى الحالي للمنتخب الوطني الجزائري، تكشف عن واقع مؤلم قد يفسر الكثير من التساؤلات حول مستوى الأداء الدفاعي للخُضر. فريق “كان” الذي يدافع عن ألوانه سقط إلى الدرجة الثالثة الفرنسية، وإحصائيات ماندريا الشخصية تعكس هذا التراجع الجماعي بشكل واضح.

خلال موسم 2025 كارثي بكل المقاييس، شارك الحارس ماندريا في 26 مباراة من أصل 34 مباراة لعبها فريقه، أي بنسبة مشاركة تبلغ 76%، وهي نسبة تؤكد أنه كان الحارس الأساسي للفريق. هذا يعني أن النتائج السلبية والسقوط للدرجة الثالثة لا يمكن إلقاء اللوم فيها على قلة الفرص أو عدم الاستقرار في التشكيلة، بل إن ماندريا كان جزءاً أساسياً من هذا الإخفاق الجماعي.

الرقم الأكثر صدمة في إحصائيات ماندريا هو تلقيه 44 هدفاً في 26 مباراة، وهو ما يعني معدل 1.69 هدف في المباراة الواحدة. هذا المعدل مرتفع للغاية حتى بمعايير الدرجة الثانية الفرنسية، ويكشف عن ضعف شديد في الأداء الدفاعي سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. عندما يتلقى حارس المرمى أكثر من هدف ونصف في كل مباراة، فإن ذلك يطرح تساؤلات جدية حول قدرته على تحمل المسؤولية.

رغم تلقيه هذا العدد الكبير من الأهداف، نجح ماندريا في تحقيق 81 تصدياً، وهو رقم قد يبدو مرتفعاً للوهلة الأولى، لكنه في الواقع يعكس الضغط الهائل الذي كان يتعرض له من قبل المنافسين. هذا الرقم يشير إلى أن دفاعات فريقه كانت هشة للغاية، مما جعله عرضة للكثير من المحاولات، لكن نسبة نجاحه في التصدي لم تكن كافية لتجنب الكارثة.

الأرقام الأكثر إثارة للقلق تتعلق بالشباك النظيفة، حيث تمكن ماندريا من تحقيق شبكتين نظيفتين فقط في 26 مباراة، أي بنسبة 7.7% فقط. هذا الرقم كارثي بكل المقاييس ويعكس عجزاً واضحاً عن الحفاظ على النظافة الدفاعية. حارس المرمى الذي يحقق أقل من شبكة نظيفة واحدة كل عشر مباريات لا يمكن الاعتماد عليه في المباريات الحاسمة.

في مجال ركلات الجزاء، سجل ماندريا رقماً محبطاً تماماً، حيث فشل في إنقاذ أي ركلة جزاء من أصل 4 ركلات واجهها، أي بنسبة نجاح 0%. هذا الرقم يعكس ضعفاً شديداً في القراءة النفسية للمنفذين وفي التقنيات الخاصة بالتعامل مع ركلات الجزاء. في كرة القدم الحديثة، يُتوقع من حارس المرمى إنقاذ ركلة جزاء واحدة على الأقل من كل ثلاث أو أربع ركلات.

الأرقام تكشف أيضاً عن تراجع في الجوانب التقنية الأخرى، حيث لم يسجل ماندريا أي تدخل ناجح خارج منطقة الجزاء، وهو ما يعكس تردداً في اتخاذ القرارات أو ضعفاً في القراءة التكتيكية للمباريات. الحارس الحديث مطالب بأن يكون لاعباً إضافياً في الفريق، قادراً على المساهمة في بناء الهجمات والتدخل في الوقت المناسب.

على الصعيد الإيجابي، أظهر ماندريا نشاطاً في استعادة الكرة بـ217 مرة، وهو رقم جيد يعكس يقظته وحرصه على المساهمة في اللعبة. كما حقق 12 عملية دفاعية، وهو رقم متوسط يمكن البناء عليه. تصدياته بقبضة اليد البالغة 9 مرات تعكس ثقة نسبية في التعامل مع الكرات العالية.

أما في مجال الكرات الهوائية، فإن فوزه بـ6 كرات هوائية فقط يعكس ضعفاً في هذا الجانب المهم، خاصة وأن طوله يجب أن يمنحه تفوقاً في هذا المجال. هذا الرقم المنخفض قد يعكس تردداً في الخروج من المرمى أو ضعفاً في التوقيت.

التقييم الإجمالي لماندريا البالغ 6.4 من 10 يعكس أداءً متوسطاً مائلاً للضعف، وهو تقييم منطقي في ضوء الأرقام الكارثية التي حققها. هذا التقييم يضعه في خانة الحراس الذين يحتاجون إلى تطوير كبير في أدائهم ليكونوا مؤهلين للعب في مستويات أعلى.

هذه الإحصائيات تطرح تساؤلات جدية حول منطقية استمرار ماندريا كحارس أساسي للمنتخب الوطني الجزائري. فريق يسعى للتأهل لكأس العالم ويحلم بالمنافسة على الألقاب القارية لا يمكنه الاعتماد على حارس تشهد أرقامه على تراجع واضح في الأداء. الأرقام تتحدث عن نفسها، والمسؤولون في الاتحاد الجزائري مطالبون بقراءة هذه الإحصائيات بعناية واتخاذ القرارات المناسبة لضمان مستقبل أفضل لحراسة مرمى المنتخب الوطني.