أزمة حقيقية تهدد كأس إفريقيا 2025: ثلاثة منتخبات تتمرد على قرار المغرب

تشهد بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 المقررة في المغرب أزمة دبلوماسية حادة قد تهدد نجاح الحدث الكروي الأكبر في القارة السمراء، حيث أعلنت ثلاثة منتخبات إفريقية تهديدها بمقاطعة البطولة احتجاجاً على قرار السلطات المغربية فرض تأشيرة إلكترونية على أنصار المنتخبات الإفريقية.

هذا التطور الخطير يضع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” في موقف حرج، ويثير تساؤلات جدية حول مدى التزام الدولة المضيفة بتوصيات الفيفا الخاصة بحرية تنقل الجماهير.

قرر المغرب فرض تأشيرة إلكترونية مؤقتة على ثماني دول، بينها الجزائر وتونس، خلال الفترة من 25 سبتمبر 2025 إلى 25 يناير 2026، في خطوة وصفتها المنتخبات المتضررة بأنها “منافية لتوصيات الفيفا” وتتعارض مع روح الكرة الإفريقية. قررت السلطات المغربية اعتماد نظام التأشيرة الإلكترونية عبر تطبيق “YALLA” بشكل استثنائي ومؤقت، وذلك من أجل استقبال جماهير نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، مبررة هذا الإجراء بضرورات أمنية ولوجستية تتعلق بتنظيم تدفق الجماهير إلى المملكة.

المنتخبات الإفريقية المتضررة اعتبرت هذا القرار “غريباً” ومخالفاً للمعايير الدولية المتعلقة بحرية تنقل الجماهير الرياضية، ودعت الكاف رسمياً لمراجعة هذا القرار والضغط على المغرب لإلغائه. التهديد بالمقاطعة يأتي في وقت حساس، حيث ستقام بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقبلة بالمغرب في الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، مما يترك هامش وقت ضيق لحل هذه الأزمة المتفاقمة.

يواجه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تحدياً دبلوماسياً معقداً، حيث يجد نفسه محاصراً بين احترام سيادة الدولة المضيفة في تنظيم دخول الأجانب إلى أراضيها، وبين ضمان مشاركة جميع المنتخبات المؤهلة في أهم بطولة قارية.

الأزمة تكتسب أبعاداً أخطر مع تأكيد المصادر أن المنتخبات المهددة بالمقاطعة لديها استعداد حقيقي لتنفيذ تهديدها، مما قد يحول البطولة من احتفالية كروية إلى كارثة تنظيمية ودبلوماسية تهدد مستقبل الأحداث الرياضية الكبرى في إفريقيا.