أكليوش : أنا مناصر وفي للمنتخب الوطني الجزائري

خرج مغناس أكليوش أخيراً بتصريح واضح وحاسم حول مستقبله الدولي قائلاً: “أكن احتراماً كبيراً للجزائر، إنه بلدُ والديَّ الأصلي وأنا مناصر وفي له ، لكني لعبت كل مراحل مسيرتي في الفئات الشبانية لمنتخب فرنسا، وكانت الخطوة التالية المنطقية هي مواصلة تمثيل فرنسا على صعيد المنتخب الأول”. هذا التصريح المنطقي والمحترم في الوقت نفسه، أنهى شكوكاً وتكهنات استمرت لسنوات طويلة حول وجهة نجم موناكو الدولية.

رغم منطقية التصريح ووضوحه، يطرح سؤال محرج: ما الذي كان يمنع أكليوش من قول هذا الكلام في الأشهر والسنوات القليلة الماضية؟ تصريح صريح مثل هذا كان ليُنهي القصة من زمان ويوفر على الجميع – الجماهير والإعلام والاتحاديات – سنوات من التكهنات والانتظار العقيم. لكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث ظل اللاعب يتأرجح بين خيارين مع تصريحات ملتبسة أبقت الباب مفتوحاً على مصراعيه.

ما حدث مع أكليوش يكشف عن مشكلة أعمق في عالم اللاعبين مزدوجي الجنسية: استراتيجية الـ Plan B غير المنطقية. هذه الاستراتيجية تقوم على إبقاء الخيارات مفتوحة مع المنتخب الثاني (في هذه الحالة الجزائر) كخطة احتياطية في حال عدم النجاح مع المنتخب الأول المرغوب (فرنسا). هذا النهج، رغم كونه مفهوماً من الناحية الشخصية للاعب، إلا أنه يخلق توقعات زائفة ويضيع وقت الطرف الآخر في انتظار قرار قد لا يأتي أبداً.

التقارير تشير إلى أن تغيير أكليوش لوكالته من شركة إلى أخرى كان له تأثير على قراره الدولي، تماماً كما حدث مع نبيل فقير الذي غير قراره من الجزائر إلى فرنسا بسبب تأثير وكالات اللاعبين. هذا يكشف عن مدى تأثير العوامل الخارجية على قرارات اللاعبين، والتي قد تتعارض أحياناً مع الميول الشخصية أو العاطفية للاعب نفسه.

قصة أكليوش تؤكد أهمية الوضوح والصراحة من البداية في مثل هذه القضايا. التصريح المتأخر، رغم كونه محترماً ومنطقياً، كان يمكن أن يوفر على الجميع سنوات من التكهنات والآمال المعلقة. للمستقبل، من الأفضل للاعبين مزدوجي الجنسية اتخاذ قرارات واضحة وإعلانها بصراحة، بدلاً من إبقاء الأمور معلقة لسنوات كاستراتيجية احتياطية قد تضر بجميع الأطراف.

التقدير والاحترام لأكليوش على كلماته الأخيرة، لكن السؤال يبقى: كم من الوقت والجهد كان يمكن توفيره لو قال هذا الكلام قبل سنوات؟