شهدت الساحة الكروية الأفريقية تطورات مهمة بعد انتخاب صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، في اللجنة التنفيذية للكاف خلال الجمعية العمومية في القاهرة. هذا الانتخاب جاء بعد قرار محكمة التحكيم الرياضية (كاس) التي ألغت قرار اللجنة التنفيذية للكاف في 25 يناير 2025 بعدم إدراج اسم إيتو في قائمة المرشحين، مما فتح الباب أمام النجم الكاميروني السابق للعب دور مؤثر في القرارات المصيرية للكرة الأفريقية.
يأتي وصول إيتو إلى موقع صنع القرار في ظل وجود فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، كنائب أول لرئيس الكاف، مما يخلق ديناميكية جديدة في توزيع النفوذ داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. هذا التوازن الجديد قد يؤثر على القرارات المتعلقة بالتحكيم والإدارة الفنية للبطولات الأفريقية.
تعيين أليوم سيدي بدلاً من غاساما .. قرار مثير للجدل
تشير التقارير إلى أن هناك خلافات حول تعيين رئيس لجنة التحكيم في الكاف، حيث تم تعيين بكاري غاساما الغامبي مؤخراً كمدير لتطوير الحكام في أفريقيا، وسيعمل بشكل وثيق مع قسم التحكيم في الكاف.
غاساما، الحكم الدولي المعروف الذي أدار نهائي كأس أمم أفريقيا 2015 بين غانا وساحل العاج و شارك في كأس العالم 2014 في البرازيل، يتمتع بسمعة سيئة في الأوساط التحكيمية الأفريقية.
إلا أن التقارير تشير إلى وجود تحفظات من قبل بعض الأعضاء في اللجنة التنفيذية حول هذا التعيين، خاصة في ضوء العلاقة المتميزة بين غاساما والمسؤولين المغاربة. هذا الجدل يعكس الصراعات الخفية حول السيطرة على أهم القطاعات في الكاف، وخاصة التحكيم الذي يُعتبر من أكثر الملفات حساسية في الكرة الأفريقية.
فيما نجح إيتو في إقناع موتسيبي في ترسيم تعيين أليوم سيدي رئيسا للجنة التحكيم لدى الكاف ، رم كل المحاولات لترقية غاساما لشغغل هذا المنصب .
تاريخ من الخلافات التحكيمية بين لقجع والحكام
يحمل فوزي لقجع تاريخاً من الخلافات مع الحكام الأفارقة، حيث واجه اتهامات بالاعتداء على الحكم الإثيوبي بامالك تيسيما عقب نهائي كأس الكونفدرالية بين الزمالك وبركان المغربي. هذه الحادثة وقعت في سياق احتجاج البركة على قرار تحكيمي خاطئ من الحكم الغامبي بابا بكاري غاساما الذي ألغى هدفاً صحيحاً للفريق المغربي.
رغم أن المجلس التأديبي للكاف برأ لقجع من التهم الموجهة إليه و الحكم الإثيوبي سامح لقجع لاحقاً، إلا أن هذه الحادثة تُظهر مدى التوتر الذي قد ينشأ حول القرارات التحكيمية والتدخلات الإدارية في الكرة الأفريقية.
إيتو وموتسيبي .. شراكة لتطوير الكرة الأفريقية
تبدو العلاقة بين إيتو و رئيس الكاف باتريس موتسيبي، الذي أُعيد انتخابه لولاية ثانية دون منافس، إيجابية ومثمرة. موتسيبي دعا إلى الدعم الكامل لإيتو كعضو جديد في اللجنة التنفيذية و أكد أن انتخاب إيتو سيكون مصدر إلهام للشباب الأفريقي.
هذا التحالف بين الرئيس الجنوب أفريقي والنجم الكاميروني قد يخلق ثقلاً موازياً لنفوذ المسؤولين المغاربة في الكاف، خاصة في القضايا الحساسة مثل التحكيم وتنظيم البطولات. موتسيبي أكد أن “الماضي يبقى في الماضي” مشيراً إلى قرار كاس بشأن إيتو، مما يؤكد رغبته في البناء على الخبرات المتنوعة داخل اللجنة التنفيذية.
مستقبل التحكيم الأفريقي في ظل التوازنات الجديدة
تشكل التطورات الأخيرة في الكاف نقطة تحول مهمة في مسار الكرة الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بملف التحكيم. وجود شخصيات مؤثرة مثل إيتو في اللجنة التنفيذية قد يضمن اتخاذ قرارات أكثر توازناً وشفافية في هذا الملف الحساس.
الصراع حول تعيينات لجنة التحكيم يعكس رغبة مختلف الأطراف في ضمان العدالة والنزاهة في البطولات الأفريقية، وهو ما يتطلب توافقاً بين جميع الأعضاء في اللجنة التنفيذية. نجاح إيتو في فرض رؤيته حول هذا الملف سيكون اختباراً حقيقياً لقدرته على التأثير الإيجابي في مسار الكرة الأفريقية.
التحدي الأكبر أمام القيادة الجديدة للكاف هو ضمان استقلالية التحكيم عن التجاذبات السياسية والإقليمية، وهو ما يتطلب وضع معايير موضوعية واضحة لاختيار المسؤولين عن هذا الملف الاستراتيجي.