شهدت كرة القدم الجزائرية لحظة تاريخية مميزة بملعب براقي عندما توج اتحاد العاصمة بلقب كأس الجمهورية لعام 2025، محققاً إنجازاً استثنائياً لم يسبق له مثيل في تاريخ هذه البطولة العريقة. هذا التتويج لم يكن مجرد لقب عادي، بل كان بمثابة استعادة للذاكرة والتاريخ، حيث أصبح الاتحاد أول فريق يحرز الكأس دون أن يتلقى أي هدف عبر ستة مباريات كاملة.
إتحاد العاصمة و شباب بلوزداد في صدارة المتوجين
بفوزه على شباب بلوزداد في النهائي، انضم اتحاد العاصمة إلى جاره اللدود في قمة الهرم بتسعة ألقاب لكل منهما، مما يجعل القمة الأبدية للعاصمة تهيمن على عرش كأس الجمهورية. هذا التعادل في الأرقام يعكس قوة وتاريخ ناديي العاصمة اللذين طالما تنافسا على الصدارة في جميع البطولات المحلية.
يأتي هذا اللقب ليكسر عقدة الاتحاد أمام الشباب في النهائيات، حيث كان قد خسر ثلاث نهائيات سابقة أمام غريمه التقليدي في أعوام 1969، 1970، و1978. الآن، يحتفظ الاتحاد بسجل إيجابي أمام الشباب بثلاثة انتصارات مقابل ثلاث هزائم في النهائيات المباشرة بينهما.
الأندية الجزائرية الكبرى وإنجازاتها في الكأس
المجموعة الذهبية (5 ألقاب فما فوق)
تتصدر شباب بلوزداد واتحاد العاصمة قائمة الأبطال بتسعة ألقاب لكل منهما، تليهما وفاق سطيف ومولودية الجزائر بثمانية ألقاب لكل منهما. هذه الأندية الأربعة تشكل النخبة الذهبية للكرة الجزائرية، حيث تحتكر 34 لقباً من أصل 62 نسخة من البطولة.
يأتي شبيبة القبائل في المرتبة الخامسة بخمسة ألقاب، مما يجعل هذه الأندية الخمسة تشكل العمود الفقري للكرة الجزائرية عبر العقود الماضية.
الأندية متوسطة الإنجاز (2-4 ألقاب)
تضم هذه المجموعة مولودية وهران بأربعة ألقاب، ووداد تلمسان، اتحاد الحراش، جمعية الشلف، واتحاد بلعباس بلقبين لكل منها. هذه الأندية تمثل التنوع الجغرافي للكرة الجزائرية وتؤكد أن الإنجاز لا يقتصر على أندية العاصمة فقط.
أبطال المرة الواحدة: رموز الكرة الجزائرية
لا يمكن إغفال دور الأندية التي حققت اللقب مرة واحدة، فهي تشكل جزءاً مهماً من التاريخ الكروي الجزائري. من مولودية سعيدة التي فازت باللقب في 1965، إلى مولودية بجاية التي توجت في 2015، تحكي هذه الأندية قصص نجاح ملهمة وتؤكد أن الكرة الجزائرية غنية بالمواهب والإبداع.
الإنجازات الاستثنائية في نهائي 2025
حقق اتحاد العاصمة في طريقه للقب عدة أرقام قياسية جديدة. فإلى جانب كونه أول فريق يتوج دون أن يتلقى أي هدف، كان أيضاً أول فريق يتقدم بثنائية في أول ربع ساعة من النهائي منذ نهائي 1976 بين مولودية الجزائر ومولودية قسنطينة.
كما شهد هذا النهائي استضافة ملعب براقي لأول مرة لنهائي الكأس، ليصبح العاشر في قائمة الملاعب التي احتضنت هذا الحدث الكروي المهم.
تأثير الجغرافيا على توزيع الألقاب
تحليل توزيع الألقاب جغرافياً يكشف عن هيمنة واضحة لأندية العاصمة والمناطق الشمالية، حيث تتركز معظم الأندية الحاصلة على الألقاب في الشمال الجزائري. هذا التوزيع يعكس التاريخ الكروي للبلاد والبنية التحتية الرياضية المتطورة في هذه المناطق.
تستمر كأس الجمهورية الجزائرية في كونها واحدة من أعرق البطولات في الكرة الجزائرية، حيث تجمع بين التاريخ والحاضر في منافسة شرسة تشهد إبداعاً كروياً متجدداً. مع تتويج اتحاد العاصمة بلقب 2025، يؤكد هذا الإنجاز أن الكرة الجزائرية تواصل كتابة صفحات جديدة من التاريخ، وأن التنافس بين الأندية الكبرى سيبقى المحرك الأساسي لتطور هذه الرياضة الشعبية في البلاد.
الأندية الجزائرية المتوجة بلقب كأس الجمهورية تشكل خريطة كروية غنية ومتنوعة، تحكي قصة شعب عاشق للكرة ومبدع في ممارستها، وتؤكد أن هذه البطولة العريقة ستبقى منارة للإبداع الكروي الجزائري لسنوات قادمة.


