شهدت ترشيحات جوائز اتحاد كرة القدم الإفريقي “الكاف” لعام 2025 استبعادًا لافتًا وغير مبرر للمدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي قاد المنتخب الجزائري لتحقيق إنجازات ملموسة ومميزة خلال العام الجاري.
الإحصائيات تُنصف بيتكوفيتش
يبقى بيتكوفيتش الأبرز في تاريخ المنتخب الجزائري الحديث، حيث قاد “الخضر” لتأهل مستحق إلى كأس العالم 2026 وأنهى تصفيات كأس إفريقيا 2025 دون أي هزيمة، محققًا رصيدًا فنيًا وإداريًا باهرًا لم يحظَ بالاعتراف اللازم من لجنة الترشيحات. فبالرغم من الإنجازات، لم يُدرج اسمه ضمن قائمة أفضل المدربين التي ضمت عشرة أسماء بارزة، كان من بينهم مدربون حققوا نتائج أقل بكثير مقارنة بالأرقام الإيجابية التي حققها بيتكوفيتش مع المنتخب الوطني “الكاف”.
غياب كُلي للجزائريين
هذا الاستبعاد المفاجئ أعاد تسليط الضوء على علامات الاستفهام الكبيرة حول معايير اختيار المرشحين والتي كثيرًا ما تتهم بانعدام الشفافية والتأثر بعوامل أخرى غير رياضية. فضلاً عن الغياب التام لأي تمثيل جزائري في قوائم الجوائز الأخرى مثل أفضل لاعب وأفضل لاعب ناشئ، وسط ترشيحات لمواهب وفرق لا تحقق نفس مستوى النجاح والتميز.
القضية هنا ليست مجرد استبعاد شخصي، بل تعكس أزمة أعمق في منظومة إدارة الهيئات الرياضية الإفريقية التي لا تزال تعاني من تدخلات وأحياناً فساد ينعكس سلبًا على النتائج والمكانة الحقيقية للمنتخبات والأفراد. بيتكوفيتش الذي يُنظر إليه داخل الجزائر وخارجها كأحد المهندسين الرئيسيين للنجاحات الحديثة للمنتخب، كان يستحق التقدير والاعتراف اللائق وفق مؤشرات الأداء وليس الإقصاء السياسي أو الإداري.
إنحراف خطير في الكاف
الردود في المشهد الرياضي الجزائري جاءت قوية، حيث استنكر كثيرون هذا القرار واعتبروه انحرافًا عن العدالة الرياضية، مطالبين “الكاف” بإعادة النظر في معايير الترشيح وضمان الحيادية في كل مراحل التقييم والاختيار.
وسط كل هذا الجدل، يظل بيتكوفيتش مركز ثقل طموحات “الخضر” في البطولات القادمة، بما فيها كأس أمم إفريقيا 2025، التي تعد نقطة انطلاق مهمة نحو مشوار أكثر طموحًا على الساحة الدولية، رغم المحبطات الخارجية وشحنات الإقصاء الموجهة.
في النهاية، يطرح هذا الاستبعاد سؤالاً هامًا حول مدى تعاطف وانسجام الهيئات الكروية الإفريقية مع الإنجازات الحقيقية التي تفرضها الميدان، ويبرز الحاجة الملحة لإصلاحات شاملة تعزز الشفافية والإنصاف، وتحمي سمعة كرة القدم الإفريقية وتمنح الفرصة لنجومها وقياداتها الحقيقية لتسطع دون قيود.


