يدرس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم رسمياً ؛ ملف مشاركة إقليم سبتة ومليلية في المنافسات الأفريقية،
في خطوة تُعتبر استثنائية ومثيرة للجدل في عالم كرة القدم الأفريقية. هذا الإعلان يأتي في ظل الوضع الجغرافي الفريد لهذين الإقليمين الإسبانيين الواقعين في قلب شمال المغرب، حيث يتمتع منتخب إسبانيا بمؤهل جغرافي استثنائي يجعله مرشحاً قوياً للانضمام إلى العائلة الكروية الأفريقية.
سبتة ومليلية هما إقليمان إسبانيان يقعان جغرافياً على القارة الأفريقية في شمال المغرب، وفي هاتين المدينتين تُستعمل العملة الأوروبية ويُطبق القانون الإسباني ويرفرف العلم الأصفر والأحمر على أراضي شمال أفريقيا.
هذا الوضع الاستثنائي يضع إسبانيا، التي فازت بكأس العالم 2010 وكأس أوروبا مرتين متتاليتين، في موقف فريد كونها الدولة الأوروبية الوحيدة التي تمتلك أراضي على القارة الأفريقية.
أندية إسبانية بهوية أفريقية تنافس في الدوريات المحلية
تضم سبتة ومليلية أندية كرة قدم تنافس في النظام الكروي الإسباني منذ عقود، حيث يُعتبر نادي UD Melilla ونادي AD Ceuta من الأندية النشطة في الدرجات الدنيا من الدوري الإسباني.
تأسس نادي UD Melilla في عام 1976 ووصل إلى Segunda División B في عام 1987، كما وصل إلى الدور الـ32 من كأس الملك عام 2012-13. من جهته، حقق نادي AD Ceuta ترقية إلى Primera Federación (الدرجة الثالثة) لأول مرة منذ عام 1970.
هذان الناديان يواجهان تحديات لوجستية معقدة في تنقلاتهما، حيث يضطران للسفر عبر البر الإسباني الرئيسي لتجنب دخول المغرب عند مواجهة بعضهما البعض في ما يُعرف بـ”ديربي سبتة-مليلية”. يُدير اتحاد كرة القدم في سبتة 88 نادي كرة قدم، ولكنه غير منتسب مباشرة إلى فيفا أو كاف أو يويفا.
تحديات قانونية وسياسية معقدة تحيط بالملف
يواجه ملف انضمام سبتة ومليلية إلى الاتحاد الأفريقي تحديات قانونية وسياسية معقدة، خاصة أن إسبانيا عضو في يويفا والمغرب عضو في كاف، مما يعني أن البلدين نادراً ما يلتقيان في مباريات كرة القدم.
آخر مواجهة بين المنتخبين كانت في عام 1961 في تصفيات كأس العالم. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع الأندية الموجودة في هذين الإقليمين، والتي تنافس حالياً في الدوريات الإسبانية ولكنها تقع جغرافياً في أفريقيا.
الاتحاد الأفريقي، الذي ينظم البطولات القارية ويحصل على 9 مقاعد في كأس العالم ابتداءً من 2026، يسعى لدراسة جميع الجوانب القانونية والتنظيمية لهذا الملف الاستثنائي.
كما أن كاف يضم جميع البلدان الأفريقية كأعضاء، بالإضافة إلى جزيرة ريونيون الفرنسية وجزيرة زنجبار كأعضاء منتسبين.
سابقة تاريخية في الكرة الأفريقية
في حال الموافقة على هذا الملف، فإن انضمام أندية سبتة ومليلية إلى المنافسات الأفريقية سيخلق سابقة تاريخية في عالم كرة القدم، حيث ستصبح إسبانيا أول دولة أوروبية تشارك في البطولات الأفريقية من خلال أراضيها الأفريقية.
هذا التطور قد يفتح المجال أمام مناقشات أوسع حول الهوية الجغرافية والانتماء الكروي، خاصة مع وجود مناطق أخرى في العالم تتمتع بوضع جغرافي مشابه.
من ناحية أخرى، قد يساهم هذا القرار في تعزيز التبادل الثقافي والرياضي بين أوروبا وأفريقيا، ويوفر فرصة للاعبين في هذين الإقليمين للمشاركة في البطولات الأفريقية والاستفادة من الخبرات القارية.
كما أن هذا التطور قد يؤثر على توزيع المقاعد في البطولات الأفريقية ويطرح تساؤلات حول آليات التأهل والمشاركة في المستقبل.
الاتحاد الأفريقي مطالب بوضع إطار قانوني واضح يحدد شروط ومعايير مشاركة هذه الأندية، مع مراعاة الخصوصيات السياسية والجغرافية لهذا الملف الحساس.