الكاف يفتح باب الترشح لاستضافة كأس إفريقيا هل ستعود الجزائر للمنافسة؟

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) عن فتح باب تقديم طلبات استضافة بطولات كأس الأمم الأفريقية للأعوام 2029 و2031 و2033 و2035، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوي الذي عُقد يوم السبت في نيروبي قبل نهائي بطولة الأمم الأفريقية للمحليين (CHAN).

تثير هذه الدعوة الجديدة تساؤلات مهمة حول موقف الجزائر، التي انسحبت من الترشح لاستضافة نسختي 2025 و2027 في ظروف مثيرة للجدل. الجزائر سحبت ترشحها لاستضافة إحدى النسختين في سبتمبر 2023، مما ترك تساؤلات حول استراتيجية البلد في استضافة البطولات القارية الكبرى.

الانسحاب الجزائري السابق جاء في توقيت حرج، حيث كانت الجزائر من بين المرشحين الأقوياء لاستضافة إحدى النسختين. المرشحون لنسخة 2025 شملوا الجزائر والمغرب وزامبيا وترشح مشترك من بنين ونيجيريا، بينما شمل المرشحون لنسخة 2027 الجزائر وبوتسوانا ومصر والترشح المشترك من كينيا وتنزانيا وأوغندا.

اجتماع الجمعية العمومية في نيروبي، الذي عُقد على هامش بطولة CHAN 2025 المقامة في كينيا وأوغندا وتنزانيا من 2-30 أغسطس، شهد اتخاذ قرارات استراتيجية مهمة تخص مستقبل الكرة الأفريقية. الاجتماع تزامن مع نهائي بطولة الشان المقررة اليوم السبت، مما أعطى أهمية خاصة للقرارات المتخذة.

فتح باب الترشح لأربع نسخ متتالية من كأس الأمم الأفريقية يعكس رغبة الكاف في التخطيط المبكر وضمان الاستعداد الأمثل للبطولات القادمة، خاصة بعد التحديات التي واجهتها بعض النسخ السابقة من ناحية التنظيم والبنية التحتية.


ويأمل موتسيبي رئيس الكاف ، أن تتقدم الجزائر بترشحها وهو ما أعلن عليه في العديد من المرات بالنظر لما تحوز عليه من مؤهلات و ملاعب بمواصفات عالمية ، وقف عليها بعدما نظمت الجزائر كأس افريقيا للمحليين في النسخة الفارطة ، والتي كانت فارقة في من حيث المستوى و التنظيم ، بل أنها تعدت حتى نسخ من الكان بفعل ما تم توفيره من وسائل .

إلى جانب فتح باب استضافة البطولات الرجالية، أعلن الكاف عن خطط طموحة لتطوير مسابقات أخرى، حيث ستطرأ تغييرات جوهرية على بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات. الاتحاد الأفريقي يدرس إمكانية توسيع البطولة من 12 فريقاً إلى 16 فريقاً، مما سيتيح فرصاً أكبر للمنتخبات الأفريقية للمشاركة والتطور.

هذا التوسع يأتي في إطار استراتيجية شاملة لتطوير كرة القدم النسائية في القارة السمراء، والتي شهدت نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. البطولة الأخيرة شهدت فوز نيجيريا على المغرب 3-2 في النهائي، مما يعكس المستوى المتنامي للمنافسة في الكرة النسائية الأفريقية.

كما سيتم استحداث مسابقات جديدة لفرق الشباب، مما يؤكد التزام الكاف بتطوير جميع فئات كرة القدم في القارة وضمان استمرارية تدفق المواهب الشابة إلى المنتخبات الأولى.

بطولة 2025 ستقام في المغرب للمرة الثانية منذ 1988، وستُلعب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026 بسبب توسع كأس العالم للأندية. هذا التوقيت الجديد يمثل تحدياً إضافياً للمنظمين، خاصة أنها المرة الأولى التي تُقام فيها البطولة خلال فترة عيد الميلاد.

بطولة 2029 مجدولة لتقام بين ديسمبر 2029 ويناير 2030 بسبب كأس العالم للأندية الصيفي، مما يتطلب من البلدان المرشحة أن تكون لديها ظروف مناخية مناسبة خلال هذه الفترة.

الجزائر تواجه تحدياً كبيراً في قرار المشاركة في هذا السباق الجديد للاستضافة. البلد يملك بنية تحتية رياضية متطورة وتاريخاً عريقاً في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، لكن الانسحاب السابق قد يؤثر على مصداقيته أمام الكاف.

من ناحية أخرى، الجزائر تحتاج إلى استضافة بطولة كبرى لتعزيز مكانتها في الكرة الأفريقية، خاصة بعد النتائج المتواضعة للمنتخب في السنوات الأخيرة. استضافة كأس الأمم الأفريقية يمكن أن تكون حافزاً مهماً لتطوير البنية التحتية الرياضية وإعادة إحياء الحماس الجماهيري للكرة الجزائرية.

فتح باب الترشح لاستضافة نسخ 2029 و2031 و2033 و2035 من كأس الأمم الأفريقية يمثل فرصة ذهبية للجزائر لإعادة تأكيد مكانتها في الخريطة الكروية الأفريقية. الانسحاب السابق من ترشحات 2025 و2027 لا يجب أن يكون عائقاً، بل درساً للتحضير الأفضل للمستقبل.

القرار النهائي سيعتمد على عدة عوامل، أهمها الإرادة السياسية والإمكانيات المالية والاستعداد لتقديم التزامات قوية أمام الكاف. الجزائر تملك كل المقومات للنجاح، والسؤال الآن هو: هل ستقرر خوض هذا التحدي الجديد؟

الأشهر القادمة ستكون حاسمة في كشف نوايا الاتحادية الجزائرية وموقفها من هذه الدعوة الجديدة للترشح. الجماهير الجزائرية تتطلع لرؤية بلدها يستضيف أكبر حدث كروي في القارة، ولكن الأمر يتطلب قرارات جريئة وتخطيطاً محكماً لضمان النجاح.

بناءً على التجارب السابقة، من المتوقع أن تشهد المنافسة مشاركة دول أفريقية عديدة، خاصة تلك التي تملك بنية تحتية متطورة وخبرة في التنظيم. مصر، التي لها تاريخ طويل في استضافة البطولات الكبرى، قد تكون من المرشحين الأقوياء، إلى جانب جنوب أفريقيا ونيجيريا.

الدول الشرق أفريقية، التي تستضيف حالياً بطولة الشان بنجاح، قد تفكر في ترشح مشترك جديد، خاصة بعد الخبرة المكتسبة من التنظيم الحالي. كما أن بعض الدول الناشئة في مجال التنظيم قد تغتنم هذه الفرصة لإثبات قدراتها.

القرارات المتخذة في نيروبي تعكس رؤية طويلة المدى للكاف لتطوير الكرة الأفريقية. التخطيط المبكر لأربع نسخ متتالية من البطولة يضمن استقرار التنظيم ويتيح للدول المرشحة وقتاً كافياً للاستعداد والتحضير.

توسيع بطولة السيدات واستحداث مسابقات جديدة للشباب يؤكد التزام الكاف بالتطوير الشامل لجميع جوانب كرة القدم في القارة. هذا التوجه يتماشى مع الاتجاهات العالمية لتطوير الرياضة النسائية ورياضة الشباب.

استضافة كأس الأمم الأفريقية تتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والأمان واللوجستيات. الدول المرشحة ستحتاج إلى تقديم خطط مالية واضحة وضمانات حكومية قوية لإقناع الكاف بقدرتها على التنظيم.

التجارب السابقة أظهرت أن النجاح في استضافة البطولة لا يعتمد فقط على وجود ملاعب حديثة، بل يتطلب أيضاً تنسيقاً محكماً بين جميع الجهات المعنية وخبرة في إدارة الأحداث الكبرى.