حقق المنتخب الجزائري قفزة نوعية في التصنيف الشهري للفيفا لشهر أكتوبر، حيث صعد إلى المركز 37 عالميًا، متقدماً 4 مراكز عن التصنيف السابق.
هذا الصعود المذهل جاء بعد سلسلة من النتائج الإيجابية، أبرزها الفوز الساحق على منتخب توغو في ذهاب وإياب تصفيات كأس أمم أفريقيا.
ترتيب أفضل 10 منتخبات عربية في تصنيف الفيفا عن شهر أكتوبر 2024:
المغرب (المركز 13 عالمياً)
مصر (المركز 30 عالمياً)
الجزائر (المركز 37)
قطر (المركز 46)
تونس (المركز 47)
العراق (المركز 56)
السعودية (المركز 59)
الأردن (المركز 64)
الإمارات (المركز 68)
البحرين (المركز 76)
الجدول:
| الترتيب العالمي | المنتخب | نقاط الفيفا |
|---|---|---|
| 1 | الأرجنتين | |
| 2 | فرنسا | |
| 3 | إسبانيا | |
| 4 | إنجلترا | |
| 5 | البرازيل | |
| … | … | … |
| 13 | المغرب | |
| 30 | مصر | 1526.25 |
| 37 | الجزائر | 1496.94 |
| 46 | قطر | |
| 47 | تونس |
نتائج ساهمت في صعود المنتخب الجزائري شهر أكتوبر 2024
على صعيد المنتخبات العربية في تصنيف الفيفا الجديد شهر أكتوبر 2024، فقد احتل المنتخب المغربي الصدارة بحضوره في المركز الثالث عشر عالميًا، فيما جاء المنتخب المصري في المرتبة الثانية عربيًا والثلاثين عالميًا، متقدمًا مرتبة واحدة بعد أن جمع في رصيده (1526.25) نقطة، وفي المرتبة الثالثة عربيًا، جاء المنتخب الوطني الجزائري في المركز السابع والثلاثين عالميًا، بقفزة مذهلة بعد تقدمه 4 مراكز دفعة واحدة برصيد (1496.94) نقطة،وذلك عقب الفوز على منتب الطووغو ذهابا و إيابا
1- مباراة الذهاب في ملعب عنابة :
الجزائر 5 توغو 1
فوز ساحق لكنه صعب؛ تحقق في الشوط الثاني على توغو وثلاثة انتصارات من ثلاث مباريات في تصفيات كأس أفريقيا، والرابع تواليًا في رصيد بيتكوفيتش والخامس في مشواره مع “الخضر”، في مباراة أجمل ما فيها الهدف الخامس في الأنفاس الأخيرة بمشاركة البدلاء الخمسة بلمسة واحدة؛ عمورة يسترجع الكرة نحو بوداوي إلى غويري إلى مازة بلمسة واحدة ومتقنة ورائعة لفارسي إلى عمورة في الشباك في تحرك جماعي تم خلق فيه حلول لحامل الكرة.
كان يمكن أن تكون هذه المباراة أسهل بكثير لو اختصر المدرب الطريق وأشرك الفريق الأفضل واللاعبين الأحسن والأكثر حماسا واندفاعا ورغبة وجاهزية، لكنه لعب منقوصًا وبتشكيلة غير متوازنة، وبلاعبين انتهى عهدهم بالنسبة لمنتخب يُفترض أنه يحضر لمونديال 2026، إلا إذا كان المدرب يتعامى ويصر على المجاملات والعمل ضد مصلحته.
التشكيلة بدت غريبة، خصوصًا في الشق الهجومي، بوجود بونجاح ومحرز (0 مراوغة في آخر 7 مباريات مع الخضر) مع علامة استفهام كبيرة بخصوص إبعاد غويري الذي كسر وتيرته الهجومية وثقته المتزايدة لصالح بونجاح؛ والسؤال الأكبر بشأن عمورة، إذ لم أفهم قصته مع مدربي “الخضر”. كذلك، تهميش بوداوي المستمر يبقى دون تفسير واضح.
أسوأ ما حدث حصل مع هدف توغو المبكر، لكن المنتخب الوطني استعاد هدوءه وهيمن على مجريات اللقاء. سجّل هدفًا جميلًا واستمر في السعي لتحقيق الهدف الثاني طيلة الشوط، حيث سدد 11 مرة على المرمى، لكنه أهدر فرصًا بالجملة رغم بروز زروقي، بن سبعيني، وعوار وعدد الكرات الكبير المسترجعة. في المقابل، كان زرقان عبئًا على زملائه بسبب ارتباكه، بالإضافة إلى ثقل أداء محرز وبونجاح. ورغم التراجع التام لمنتخب توغو، إلا أنه كاد أن يباغت بمحاولات معاكسة سريعة، لينتهي الشوط بالتعادل.
بوداوي أنعش خط الوسط بدخوله في الشوط الثاني بفضل هدوئه وأدائه السريع نحو الأمام، وجاء هدف بن رحمة من ركلة جزاء وبعده عوار ليجسد سيطرة “الخضر”. ورغم تراجع الأداء بعد ذلك، إلا أن المدرب تأخر في إجراء التغييرات اللازمة حتى آخر ربع ساعة، وسهل البديل غويري المهمة بهدف يؤكد ، فعاليته للمرة الثالثة تواليا تماما مثل عوار حيث سجلا في آخر 3 مباريات لعبها كل واحد منهما.
ربما يتوجب على محرز، بونجاح، وماندي التفكير في الاعتزال بنهاية هذا العام، إذ لم يعد لهم ما يقدمونه. المنتخب بحاجة إلى نفس جديد لأن التحديات القادمة ستكون أكثر صعوبة. النتيجة تخدم المدرب وتتيح له العمل بهدوء، لكن هناك
العديد من الأمور التي تحتاج إلى مراجعة
المنتخب تحرر هجومياً مع بيتكوفيتش بتسجيل19 هدفا في 7 مباريات ، المدرب لديه لمسته الواضحة في الشوط الثاني من خلال تسجيل 14 هدفا في شوط المدربين؛ لديه فكر تكتيكي مميز، لو تلاحظ فإن دخول فارسي جعله يغير مناصب أربعة لاعبين مرة واحدة والرسم التكتيكي ككل، لكن برأيي بيتكوفيتش لم يبدأ البناء بعد وهو يضيع وقتا ثمينا، فعليه وطاقمه إعادة مشاهدة المباراة وتقييم أداء محرز ولاعبين آخرين مثل بوداوي، هذا الأخير يجب ألا يُزحزح مستقبلاً من مكانه، كذلك فقد أعجبني أداء عوار وبن رحمة وبن سبعيني وآيت نوري، ولا ننسى جمهور عنابة الذي كان في الموعد كالعادة واستحق العلامة الكاملة
2- مباراة العودة في الطوغو
توغو 0 الجزائر 1 فوز واقعي، روح جماعية، صعوبات
حقق المنتخب الوطني فوزاً واقعيًا على منتخب توغو في مباراة صعبة ومنهكة، مختلفة تماماً عن مباراة الذهاب، ليكون هذا الانتصار هو الخامس على التوالي والثالث لبيتكوفيتش خارج الديار، ما يجعله أول مدرب في تاريخ “الخضر” يحقق ثلاثة على ثلاث في أول ثلاث سفريات مع المنتخب.
وفيما فشل منتخب بيتكوفيتش في التسجيل في الشوط الثاني للمرة الأولى منذ قدومه، حافظ “الخضر” على شباكهم نظيفة، حيث لم يتلقوا سوى هدفًا واحدًا في آخر أربع مباريات، مقارنة مع 7 أهداف في أول ثلاث مباريات تحت قيادة المدرب البوسني.
بدأ المنتخب المباراة بهدوء نموذجي وبثقة كبيرة، متحكماً في الكرة وسير الأمور بذكاء بفضل وجود بوداوي (المباراة الأساسية رقم 8 فقط مقابل 36 استدعاء)، الذي أبدع في توجيه اللعب وملء الفراغات في وسط الميدان، وتوفير حلول لزملائه. وقد أظهر بودوي أنه لاعب مناسب لهذا النوع من الملاعب (ملاعب العشب المرتفع)، بل ولجميع الأرضيات.
سجل المنتخب هدفه الوحيد من ركلة جزاء حصل عليها قويري بصنعة هجومية، مع سيطرة على الكرة بنسبة 56% مع تسيير الجهد بذكاء، فيما كان المنافس أخطر وأكثر اندفاعًا حيث سدد 11 مرة نحو المرمى، منها 4 تسديدات مؤطرة، وفي حين غاب دور عوار الذي كان بعيدًا، كان من أبرز الإيجابيات في الشوط الأول التحرك الجماعي في الدفاع والهجوم والدعم المتبادل بين اللاعبين والروح الجماعية واللعب بهدوء.
أعجبني غويري الذي لم يلمس كرات كثيرًا ولكنه أدى تكتيكيًا بشكل ممتاز وكان حاضرًا بقوة كما ضغط على دفاع المنافس وكان خطيرا بلمسة واحدة، وقد ضيع ذات اللاعب في بداية الشوط الثاني فرصة تسهيل المباراة من انفراد سهل.
كثرت الأخطاء بعد مرور ربع ساعة خاصة في التمرير بسبب ضغط المنافس والتعب، حيث ارتُكبت ثلاث أخطاء ساذجة سمحت بثلاث هجمات معاكسة خطيرة، اثنتان ارتكبهما زروقي، ومن حسن الحظ أن المدرب انتبه وغيره ضمن 3 تغييرات مرة واحدة ليتحول إلى خطة 5-3-2 التي أكمل بها المباراة في آخر عشرين دقيقة، وقد تمنيت استمرار غويري، وفعلا لم يوفق بونجاح مجددًا وغاب عنه التركيز والتوفيق مرة أخرى.
وقد تحسن الأداء قليلًا، لكن المنتخب لم يكن مركزًا من الناحية الهجومية رغم هشاشة المنافس، فتعرض لحمل كبير من توغو الذي ضغط بقوة خاصة في الدقائق الأخيرة، مع تسجيل الدور البارز للمدافع بن سبعيني الذي سهل الأمور كثيرًا وساهم في هذا الانتصار بتواجده في كل مكان، فضلاً عن الحارس قندوز الذي كسب نقاط إضافية كبيرة في هذه المباراة بعد أن صد ما لا يقل عن ثلاث كرات دون نسيان رجل المباراة بوداوي، في مباراة صعبة ومعقدة بدنيا ومناخيا ما يهم هو الفوز فيها وسيتعلم منها “الخضر” وسيستفيد منها بيتكوفيتش كثيرا خصوصا مع النقائص التي ظهرت في منظومة اللعب، حيث يبقى مطالبا بتصحيح الأمور قبل تنقل غينيا الاستوائية.



التعليقات