المنتخب الوطني يُواجه السعودية والرأس الأخضر وديا في نوفمبر 2025

يستعد المنتخب الوطني الجزائري لخوض تجربة دولية مهمة خلال فترة التوقف الدولي لشهر نوفمبر المقبل، حيث سيواجه منتخبي السعودية والرأس الأخضر في مباراتين وديتين من المقرر إقامتهما بمدينة جدة السعودية في الفترة ما بين 10 و18 نوفمبر. هذا التربص الخارجي يأتي في إطار التحضيرات لكأس أمم إفريقيا 2025 المقررة في المغرب ديسمبر المقبل.

أكدت المصادر الرسمية أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) توصل إلى اتفاق مبدئي مع نظيره السعودي لتنظيم هاتين المواجهتين، مع ترقب الإعلان الرسمي خلال الساعات القادمة. رئيس الفاف وليد صادي يسعى بنشاط لضمان تنظيم هذه المواجهات التي ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرات “الخضر” أمام منتخبات متأهلة للمونديال.

الاختيار وقع على هذين المنتخبين لأسباب فنية واضحة، حيث أن كلاً من السعودية والرأس الأخضر ضمنا تأهلهما إلى كأس العالم 2026، مما يجعل المواجهتين ذات قيمة تحضيرية عالية لبيتكوفيتش وطاقمه الفني.

تحمل هاتان المباراتان أهمية خاصة للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش، خاصة أنها ستمنحه فرصة لاختبار مستوى فريقه أمام منتخبين من قارتين مختلفتين – آسيوية مع السعودية وإفريقية مع الرأس الأخضر. هذا التنوع في المواجهات سيساعد الجهاز الفني على تقييم جاهزية اللاعبين وتجريب تكتيكات مختلفة قبل الاستحقاق الإفريقي الكبير.

المواجهة مع السعودية ستكون الأولى بين الطرفين منذ عام 2018، حيث فاز “الأخضر” السعودي حينها 1-0 في مدينة قادش الإسبانية. التاريخ يشير إلى تفوق المنتخب السعودي في السجل المباشر بفوزين مقابل تعادلين ولم تحقق الجزائر أي انتصار عليه من قبل.

هذه الوديات تأتي بعد نجاح المنتخب الوطني في حسم التأهل التاريخي إلى كأس العالم 2026 بأسلوب مقنع. “الخضر” أنهوا تصفيات المجموعة السابعة بصدارة مطلقة برصيد 25 نقطة من 30 ممكنة، محققين فارقاً كبيراً يبلغ 7 نقاط عن أقرب منافسيهم.

رحلة التأهل بدأت بانتصارات مهمة أمام بوتسوانا وأوغندا، ثم تواصلت بفوز كبير على موزمبيق والصومال، قبل أن تُحسم رسمياً بالفوز على الصومال 3-0 في وهران يوم 9 أكتوبر. الجولة الأخيرة شهدت انتصاراً إضافياً على أوغندا 2-1 في تيزي وزو، ليختتم الفريق التصفيات برقم مثالي.

كان محمد الأمين عمورة النجم الأبرز في مسيرة التأهل، حيث تصدر قائمة هدافي التصفيات الإفريقية برصيد 10 أهداف، متفوقاً بهدف واحد على النجم المصري محمد صلاح. عمورة حقق أيضاً رقماً قياسياً كأول لاعب جزائري يسجل 10 أهداف دولية في سنة ميلادية واحدة، متجاوزاً رقم يوسف سليماني السابق.

هذان اللقاءان سيشكلان محطة مهمة في التحضير لكأس أمم إفريقيا 2025 المقررة في المغرب ابتداء من 21 ديسمبر. بيتكوفيتش سيحصل على فرصة ذهبية لتجريب تشكيلات مختلفة ومنح وقت لعب أكبر للوجوه الجديدة، خاصة وأن المنافسة على الأماكن باتت شديدة كما صرح بعد مباراة أوغندا.

الوديتان ستسمحان أيضاً بمعالجة بعض النقاط التي تحتاج تطوير كما أشار المدرب، وتعزيز الانسجام داخل المجموعة استعداداً للاستحقاقات الكبرى. الجزائر تدخل هذه المرحلة بثقة عالية بعد التأهل المقنع للمونديال، وتتطلع لتحقيق إنجاز قاري جديد في المغرب قبل خوض غمار كأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية.