انفجرت قضية قانونية معقدة تضع الدولي الجزائري يوسف بلايلي في مواجهة مباشرة مع نادي أجاكسيو الفرنسي، حول مبلغ مالي يقدر بـ380 ألف يورو. في تطور مثير للجدل، خرج بلايلي في اتصال هاتفي مع قناة الحياة ليعلن انتصاره في القضية وحصوله على حكم مؤيد من الفيفا، بينما يتهمه النادي الفرنسي باستخدام وثائق مزورة لاختلاس الأموال.
رواية بلايلي: النصر القانوني والحق المستحق
أكد يوسف بلايلي في حديثه المباشر أن الفيفا أنصفته في هذه القضية الشائكة، مشيراً إلى أن جميع الأدلة والعقود موثقة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم. “الفيفا أنصفتني في هذه القضية والأدلة موجودة… ربحت 380 ألف يورو وأجاكسيو لحد الآن لم يمنحوها لي”، هكذا عبر اللاعب عن موقفه بثقة واضحة.
اللاعب الجزائري شرح خلفية النزاع قائلاً: “منحت 380 ألف يورو لفريقي في السعودية وأجاكسيو لم تعوضني لحد الآن”. هذا التصريح يُظهر أن الأمر يتعلق بمبلغ مالي كان بلايلي قد دفعه لناديه السعودي السابق، والذي يطالب الآن باسترجاعه من أجاكسيو. بلايلي رفض كل الاتهامات المحيطة بالقضية، معتبراً إياها مجرد “إشاعات”، وأكد أن محاميه وقف معه في جميع مراحل التقاضي وأن كل شيء موثق عند الفيفا.
اتهامات خطيرة من أجاكسيو: التزوير وتهديد النادي
من الجانب الآخر، تقدم نادي أجاكسيو بشكوى رسمية لدى الفيفا يتهم فيها بلايلي بالاعتماد على وثيقة مزورة للحصول على المبلغ المالي المتنازع عليه. النادي الفرنسي كشف عن خيوط معقدة للقضية، حيث أوضح أن المحكمة الرياضية الدولية (TAS) كانت قد ألزمت بلايلي في 2023 بدفع هذا المبلغ لناديه السابق الأهلي السعودي في إطار قضية أخرى.
الأمر المثير للجدل أن بلايلي عاد في 2024 ليطالب أجاكسيو بنفس المبلغ، مستنداً إلى بروتوكول اتفاق يزعم أنه يحمل توقيع المدير العام السابق للنادي آلان كالداريلا ونادي الأهلي السعودي. هذا ما دفع الأطراف المعنية للرد بقوة، حيث أكد الأهلي السعودي أن الموقع المزعوم لم يشغل أي منصب رسمي في النادي، بينما قدم كالداريلا شكوى قضائية بتهمة التزوير، مؤكداً أنه لم يوقع أي اتفاق من هذا النوع.
تصعيد القضية وتهديد وجود النادي
أجاكسيو شدد في بيانه على أن الوثيقة المتنازع عليها “اختُلقت بالكامل” بهدف اختلاس الأموال من النادي، ووصف الأمر بأنه “تزوير منظم يهدد وجود النادي”. النادي الفرنسي طالب الفيفا برفع العقوبة التي تمنعه من إجراء تعاقدات جديدة، مؤكداً أنه ضحية هذا التزوير المزعوم وليس طرفاً فاعلاً فيه.
هذا التصعيد يُظهر عمق الأزمة التي يواجهها أجاكسيو، خاصة مع تأثير القضية على قدرة النادي في سوق الانتقالات وعملياته الإدارية. النادي يرى أن مستقبله مهدد بسبب ما يعتبره مؤامرة مالية تستهدف موارده.
معركة قانونية مفتوحة على جميع الاحتمالات
القضية تكشف عن تعقيدات النظام المالي في كرة القدم الاحترافية، حيث تتداخل المسؤوليات بين أندية مختلفة وتتضارب الروايات حول صحة الوثائق والعقود. بينما يؤكد بلايلي أن الحق معه وأن الفيفا أنصفته، يصر أجاكسيو على كونه ضحية تزوير منظم.
هذا النزاع لا يقتصر على الجانب المالي فحسب، بل يطرح تساؤلات جوهرية حول آليات الرقابة في الانتقالات الدولية وكيفية التحقق من صحة الوثائق المتداولة بين الأندية. القضية ستبقى تحت الأضواء حتى صدور قرار نهائي من الجهات المختصة، والذي قد يحدد ليس فقط مصير المبلغ المتنازع عليه، بل أيضاً مستقبل بلايلي المهني وسمعة أجاكسيو في الوسط الكروي الفرنسي.