كشف الإعلامي محمد لمين بن شبير،عبر قناة الهداف عن صفقة مثيرة للجدل في سوق الانتقالات الصيفية بالدوري الجزائري يفيد بأن لاعباً محلياً حصل على راتب سنوي ضخم يقدر بـ 22 مليار سنتيم، وهو ما يشكل حوالي نصف سقف ميزانية الأجور السنوية التي حددها الاتحاد الجزائري لكرة القدم للأندية المحترفة.
تسقيف الأجور في الدوري الجزائري
اعتمد الاتحاد الجزائري لكرة القدم بداية من الموسم الرياضي 2025-2026 نظاماً صارماً لتحديد سقف الأجور السنوي للأندية عند حدود 50 مليار سنتيم، بحيث يُفرض على كل نادٍ ألا يتجاوز هذه الكتلة المالية مجمل أجور لاعبيه ومكافآتهم.
وبلغ الحد الأقصى للراتب الشهري للاعب المحترف في الجزائر 300 ألف دينار جزائري (حوالي 2000 دولار)، مع منح توقيع تُصرف عند بداية العقد بنسبة 20% من إجمالي قيمته، مضافاً إليها منح أداء تدفع حسب دقائق اللعب في الموسم.
أزمة تجاوز سقف الرواتب والصفقات “فوق الطاولة”
رغم ذلك، تؤكد المصادر والمعطيات التي نقلها بن شبير ، وجود حالات تجاوز صارخة للسقف، حيث أشار الحديث إلى أن هناك لاعباً يتقاضى راتباً يفوق بكثير هذه الحدود، ما يشير إلى وجود صفقات “فوق الطاولة” تتنافى مع مبادئ الشفافية وتؤدي إلى خلل مالي داخل الأندية.
وأشار بن شبير إلى أن هذا اللاعب ينتقل من نادٍ جزائري إلى آخر مقابل راتب سنوي فلكي، وهو أمر “حرام” ولا يتماشى مع السياسات المالية التي تحاول “الفاف” فرضها.
هشاشة الاستثمار في التكوين والبنية التحتية
كما انتقد بن شبير عدم اهتمام الأندية بالاستثمار الحقيقي في مراكز التكوين الحديثة والبنية التحتية، حيث إن الموارد تُصرف غالباً على اللاعبين المحترفين بأجور عالية دون تخطيط مستقبلي طويل الأمد. وأكد بن شبير أن المشروع الذي أطلقه الاتحاد الجزائري لإنشاء مراكز تكوين ذات معايير عالمية لا يحظى حالياً بالدعم الكافي من معظم الأندية، ما يُعيق تطور كرة القدم المحلية.
دعوة صريحة لتدخل الجهات الرسمية
خلص الإعلامي بن شبير إلى أن الوضع الحالي لا يحتمل الاستمرار بدون تدخل صارم من السلطات المختصة، مطالبيْن بفرض رقابة مالية حقيقية وفتح تحقيقات عاجلة بشأن الصفقات الضخمة التي قد تهدد استقرار النظام الكروي.
وشدد على ضرورة إعادة التوازن المالي والاقتصادي في الأندية من خلال تطبيق “سقف الرواتب” واحترام القوانين، إلى جانب تشجيع الاستثمار في الشباب والتكوين.
الحديث الذي دار في قناة الهداف بين محمد لمين بن شبير ومحمد شيخي يسلط الضوء على ملف حساس وهام في الرياضة الجزائرية، ويطرح تساؤلات جوهرية عن مدى تطبيق احترافية حقيقية في الدوري المحلي. استمرار تجاوز سقوف الإنفاق قد يؤدي إلى أزمات كارثية تتراوح من خسائر مالية إلى هبوط أندية تاريخية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة وسريعة.