بوداوي : بيتكوفيتش منحني الثقة وهدفنا الفوز بكل المباريات في الكان

كشف النجم الجزائري هشام بوداوي، لاعب وسط نيس الفرنسي، في حوار حصري مع قناة “بي إن سبورتس” عن تفاصيل مهمة حول علاقته بالمدرب الجديد للمنتخب الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش، وطموحات “محاربي الصحراء” في كأس أمم أفريقيا 2025. اللاعب الذي يخوض موسمه السادس مع نيس أشاد بالأسلوب الاحترافي للمدرب البوسني وكيف ساعده في استعادة الثقة بالنفس.

بوداوي، الذي بات مرشحا بقوة للفوز بجائزة أفضل لاعب في نادي نيس لموسم 2024-2025، أكد أن المدرب الجديد منحه الثقة التي كان يحتاجها: “في فترة من الفترات، كنت أفتقد بعض الثقة في المنتخب، كنت أعاني من بعض الخوف من إضاعة الفرص أو تمرير بعض التمريرات الخاطئة، وذلك لم يساعدني كثيرا على التأقلم في المعسكرات، ولكن هذا المدرب الجديد منحني الثقة التي كنت أحتاجها، أصبحت أشعر أنني مرتاح أكثر.”

أشاد بوداوي بطريقة عمل المدرب الجديد، مؤكداً أن “طريقة هذا المدرب في التدريبات قريبة جداً من هاته التي نشتغل بها هنا في أوروبا، طريقة عمل احترافية”. وكشف اللاعب أنه لم يكن يعرف بيتكوفيتش من قبل، لكنه سأل بعض اللاعبين عنه: “أخبروني بأنه مدرب جيد وهو يتفاعل معنا بكل عناية داخل الملعب وخارجه.”

بيتكوفيتش

هذا التغيير الإيجابي في الأجواء ساعد بوداوي على التأقلم بشكل أفضل مع أسلوب اللعب في المنتخب، حيث صرح: “كنت أتساءل دوماً عن هذا الاختلاف بين طريقة اللعب هنا في نيس وطريقة اللعب في المنتخب، ومع الوقت أصبحت ألعب بثقة أكبر وأتحمل مسؤولية أكبر، الحمد لله صبرت وحققت أهدافي.”

وجه بوداوي رسالة واضحة للجماهير الجزائرية قائلاً: “يجب أن تساندنا وتدعمنا، ونحن سنفرحهم في كأس أمم أفريقيا القادمة. أهم شيء هو أن يصبروا علينا ويقفوا إلى جانبنا، ونحن من جهتنا سنقدم كل شيء من أجلهم.”

أما بخصوص طموحات المنتخب في البطولة الأفريقية، فأكد بوداوي أن الهدف واضح: “فيما يتعلق بكأس أمم أفريقيا القادمة، نحن سنذهب من أجل تحقيق الفوز في كل مباراة على حدا، نفكر مباراة بمباراة، لا نؤمن بوجود منتخبات صغيرة في أفريقيا، كل المنتخبات الأفريقية قوية وجديرة بالاحترام، من أجل تحقيق النجاح في أفريقيا يجب عليكم التركيز والتواضع فهما مفتاح النجاح.”

تحدث بوداوي عن رحلته الكروية التي بدأت عام 2019 عندما وصل إلى نيس، مشيداً بدور النجم البرازيلي دانتي في مساعدته: “عندما جئت إلى هنا في 2019، كانت المرة الأولى التي أخرج فيها من بلدي الجزائر، لم أكن أعرف الكثير عن عالم الاحتراف، في تلك الفترة ساعدني وجود دانتي إلى جانبي.”

وعن تطوره الكروي، قال: “في مبارياتي الأولى عند قدومي إلى هنا أحسست أن هناك فرقاً كبيراً على مستوى أسلوب اللعب. عندما جئت إلى هنا لم أكن جاهزاً 100%، في الجزائر كنا نركز أكثر على الجانب الفني، واحتجت إلى بعض الوقت في الموسم الأول من أجل التأقلم.”

بوداوي، الذي مدد عقده مع نيس حتى حزيران/يونيو 2027، أشار إلى أن الموسم الحالي كان مرجعياً بالنسبة له: “الموسم الأخير الذي قدمته كان مرجعياً، هذا عامي السادس هنا، كنت أعاني أحياناً من غياب النسق في اللعب، ولكن هذا العام كان الأمر على ما يرام. أصبحت لدي ثقة أكبر، ارتحت من بعض الإصابات، لعبت كل المباريات وحققت هدفي.”

شارك بوداوي في 24 مباراة مع فريقه نيس خلال الموسم الحالي أسهم خلالها في 3 أهداف ما بين صناعة وتسجيل، وهي أرقام تعكس تطوره الملحوظ هذا الموسم.

لم يخف بوداوي طموحه للعب في دوري الأبطال: “دوري الأبطال يبقى حلم كل لاعب، وأنا بدوري أتمنى أن أشارك في دوري الأبطال وتحقيق هذا الحلم المهم.” كما أكد على فلسفته في اللعب: “في كل مباراة أريد تقديم كل ما لدي ولا أفكر في المستقبل، بعد نهاية المباراة أشعر بأنني قدمت كل ما لدي، ولم أدخر جهداً، ولا أشعر بأي ندم.”

تطرق بوداوي إلى علاقته الجيدة مع زملائه في المنتخب: “أشعر بأريحية كبيرة من كل لاعبي المنتخب الجزائري، كما كان الحال سابقاً مع الجيل السابق، دوماً كنت أشعر بالراحة. في 2019 كنت صغيراً، عرفت لاعبين كبار، والجيل الحالي أعرفهم من خلال لعبي في أوروبا، علاقتي جيدة مع الجميع.”

تصريحات بوداوي تعكس نضج اللاعب وثقته المتزايدة، سواء على مستوى النادي أو المنتخب. تأثير المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش واضح في استعادة اللاعب لثقته بنفسه، والطموحات الواضحة للمنتخب الجزائري في كأس أمم أفريقيا القادمة تبشر بمستقبل واعد للكرة الجزائرية. بوداوي، الذي تمكن من تفجير موهبته مع منتخب بلاده بعد 6 سنوات من الانتظار، يبدو جاهزاً لقيادة الجيل الجديد نحو تحقيق الإنجازات المرجوة.