بيتكوفيتش أمام تحدي جديد “مشاكل الأغنياء” في المنتخب الوطني
إحصائيات فلاديمير بيتكوفيتش مع الجزائر

تحليل دقيق ومهم يكشف الواقع الحقيقي للمنتخب الجزائري تحت قيادة فلاديمير بيتكوفيتش، حيث يجد المدرب البوسني نفسه أمام معضلة حقيقية تتمثل في كثرة الخيارات المتاحة، مما يضعه في حيرة كبيرة لاتخاذ القرارات الصائبة. هذا الوضع الذي يُصنف ضمن “مشاكل الأغنياء” يتطلب حكمة تكتيكية عالية وقدرة على إيجاد التوازن المناسب بين جميع العناصر المتميزة.

المشكلة الحقيقية للمنتخب الجزائري ليست في نقص المواهب، بل في عدم وجود منظومة لعب ثابتة ومستقرة تُحقق الانسجام بين جميع اللاعبين. الإصابات المتكررة قبل كل تربص واختلاف طبيعة المنافسين جعلت بيتكوفيتش يُجرب تركيبات مختلفة دون الوصول للصيغة المثالية. هذا التغيير المستمر في خط الوسط خاصة، منع المنتخب من بناء نواة أساسية مستقرة بعد سنة ونصف من قدوم المدرب.

التحليل المطروح يقترح العودة لخطة الدفاع الثلاثي (3-4-2-1) التي أظهر فيها المنتخب استقراراً دفاعياً واضحاً أمام ليبيريا. هذه الخطة تناسب طبيعة المدافعين الجزائريين المتاحين:

  • المحور الأيمن: عيسى ماندي (سمير شرقي كبديل)
  • المحور الأوسط: بلعيد (توغاي كبديل)
  • المحور الأيسر: بن سبعيني (أحمد توبة كبديل)
  • الأطراف: بلغالي وعطال (يميناً)، آيت نوري وحجام (يساراً)

اعتماد ثنائية ثابتة مع بوداوي كمحور أساسي، والخيارات الأخرى تشمل: تيطراوي، عبدلي، قندوسي، بن ناصر، وحتى بن زية. هذا التنوع يتطلب من بيتكوفيتش اتخاذ قرارات صعبة بخصوص بن طالب وزروقي وزرقان.

محرز في دور الرواق الداخلي مع ثنائي غويري-عمورة، مما يحول التشكيل لـ 3-4-1-2. الخيارات الإضافية تشمل حاج موسى، قبال، وبوعناني في أدوار مختلفة.

الجيل الحالي استثنائي بكل المقاييس، لكن التحدي يكمن في كيفية توظيف هذه المواهب بالشكل الأمثل وفق خطة تكتيكية واضحة ومستقرة. بيتكوفيتش أمام امتحان حقيقي لإثبات قدرته على إدارة هذا الثراء وتحويله إلى قوة جماعية متماسكة قادرة على تحقيق الأهداف الكبيرة.

المطلوب من المدرب البوسني هو الحسم في خياراته والثبات على منهجية واضحة، خاصة مع اقتراب كأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم. الوقت لا يحتمل المزيد من التجارب، والجماهير الجزائرية تنتظر رؤية هذا الجيل الذهبي وهو يحقق إنجازات تليق بقدراته الاستثنائية.