كشف المدرب الصربي فلاديمير بيتكوفيتش عن تفاؤله الحذر بمستقبل المنتخب الجزائري في تصفيات كأس العالم 2026، وذلك في تصريحات صحفية مهمة أعقبت التعادل أمام المنتخب الغيني في الجولة الثامنة من التصفيات. جاءت هذه التصريحات في وقت توصلت فيه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى اتفاق تاريخي مع نظيرتها الصومالية لإقامة مباراة الفريقين يوم 7 أكتوبر المقبل على ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو. هذا الاتفاق يأتي في إطار الظروف الاستثنائية التي تمر بها كرة القدم الصومالية، حيث وافق الاتحاد الصومالي على إقامة المباراتين ذهاباً وإياباً في الجزائر، مما يوفر على المنتخب الوطني عناء السفر الطويل ويضمن له اللعب في أجواء مألوفة ومناسبة للحصول على النقاط الثلاث الحاسمة.
تحليل بيتكوفيتش للأداء أمام غينيا
أظهر المدرب الصربي رضاه النسبي عن أداء فريقه أمام غينيا، مؤكداً في تصريحاته أن “ما زال مصيرنا بين أقدامنا” وأنه هنأ لاعبيه في غرفة تبديل الملابس على الأداء المقدم. بيتكوفيتش اعترف بأن غينيا كانت فريقاً جيداً ومنظماً، لكنه أكد أن المنتخب الجزائري كان بإمكانه تحقيق الفوز لولا عدم استغلال الفرص التهديفية المتاحة. الأهم من ذلك، أشار المدرب إلى أن النتيجة حققت هدفاً استراتيجياً مهماً وهو “إخراج غينيا من طريقنا نحو كأس العالم”، في إشارة واضحة إلى تقليص المنافسة في صراع التأهل المباشر. هذا التحليل يعكس النضج التكتيكي للمدرب الذي يدرك أن كل نقطة في هذه المرحلة لها وزنها الذهبي في معادلة التأهل.
الجانب الدفاعي للفريق حظي بإشادة خاصة من بيتكوفيتش، الذي أكد أن عدم تلقي أي هدف أمام منتخب يضم مهاجماً بقيمة سيريكو غيراسي يُعتبر إنجازاً مهماً. هذا الاستقرار الدفاعي يمثل أساساً قوياً لبناء النتائج الإيجابية في المباريات المتبقية، خاصة مع اقتراب نهاية دور المجموعات وزيادة حدة المنافسة.
التحديات التكتيكية وإدارة قائمة اللاعبين
كشف بيتكوفيتش عن معضلة حقيقية تواجهه في إدارة قائمة المنتخب، حيث أشار إلى أن لديه 26 لاعباً لكن فقط 16 منهم يمكنهم المشاركة في المباراة الواحدة. هذا الثراء في الخيارات يطرح تحدياً تكتيكياً مهماً، خاصة مع رغبة المدرب في اللعب الهجومي مما دفعه لاختيار عدد أكبر من اللاعبين الهجوميين على دكة البدلاء. في إشارة ضمنية إلى اللاعب بلايلي، أكد المدرب أنه لم يتمكن من إشراك جميع اللاعبين الذين يستحقون الفرصة، مما يعكس عمق الخيارات المتاحة أمام المنتخب الوطني.
هذا التنوع في الخيارات يُعتبر نعمة ونقمة في آن واحد، حيث يوفر للمدرب مرونة تكتيكية كبيرة لكنه في نفس الوقت يضعه أمام قرارات صعبة قد تؤثر على معنويات بعض اللاعبين المؤثرين في أنديتهم.
الاستعداد لمواجهة الصومال والمعطيات الجديدة
توافق الاتحاد الصومالي على إقامة المباراة في الجزائر يمثل فرصة ذهبية للمنتخب الوطني لحصد نقاط مهمة في ظروف مثالية. هذا القرار، الذي جاء نتيجة تفاهمات بين الاتحاديتين، سيمكن بيتكوفيتش من التحضير بشكل أفضل دون ضغوط السفر الطويل والتأقلم مع ظروف غريبة. ملعب حسين آيت أحمد سيكون مسرحاً لمباراة حاسمة قد تحسم الكثير من حسابات التأهل، خاصة إذا نجح المنتخب في تحقيق فوز عريض يعزز من رصيده النقاط وفارق الأهداف.
المدرب الصربي أمامه فرصة لا تُعوض لتطبيق رؤيته التكتيكية الهجومية في مواجهة منتخب الصومال، خاصة مع توفر جو الملعب المنزلي والدعم الجماهيري الذي قد يلعب دوراً حاسماً في دفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم. هذه المواجهة ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة بيتكوفيتش على تحويل السيطرة التكتيكية إلى نتائج إيجابية تقرب المنتخب من حلم المشاركة في مونديال 2026.