أعلن المدرب البوسني لمنتخب الجزائر لكرة القدم، فلاديمير بيتكوفيتش، عن فرض ثلاثة شروط رئيسية لتواجد اللاعبين في تربص المنتخب الوطني المقرر في شهر سبتمبر 2025، وهو التربص الذي يُعد حاسمًا لتحديد مصير “الخضر” في تصفيات كأس العالم 2026. جاء هذا الإعلان ، وسط ترقب كبير من الجماهير الجزائرية التي تتطلع إلى استعادة المنتخب لمكانته في الساحة الدولية.
الشروط الثلاثة، والتي تشمل اللعب على المستوى العالي، الانتظام كأساسيين مع أنديتهم، والنجاح في الاختبارات البدنية، تعكس رؤية بيتكوفيتش في بناء فريق قوي قادر على مواجهة التحديات الإفريقية القاسية، خاصة مع تأثير العوامل المناخية مثل الحرارة والرطوبة في المباريات القادمة.
شروط صارمة لضمان الجاهزية البدنية والفنية
أكد بيتكوفيتش، الذي تولى قيادة المنتخب منذ مارس 2024، أن اللاعب الاحتياطي مع ناديه لن يجد مكانًا في قائمة المنتخب، مؤكدًا أن الجاهزية الفنية والمشاركة الفعلية في المباريات هي أولوية قصوى. هذا النهج جاء بعد تجارب سابقة شهدت إحالة عدة لاعبين خلال التربصات السابقة بسبب عدم اجتياز الاختبارات البدنية، حيث يعتمد المدرب على تقييم دقيق للوضعية البدنية لكل لاعب خلال الحصص التدريبية. هذا الأسلوب البدني المكثف يهدف إلى تجهيز اللاعبين للمباريات الإفريقية التي تتطلب مجهودات كبيرة، خاصة مع توقعات ارتفاع درجات الحرارة في الدول المضيفة خلال الخريف القادم. اللاعبون، بمن فيهم نجوم مثل محمد أمين عمورة، أنيس حاج موسى، عيسى ماندي، نبيل بن طالب، بدر الدين بوعناني، وأمين غويري، بدأوا بالفعل في التزام هذه الشروط، حيث قطعوا عطلهم الصيفية للتحضير المبكر، مما يعكس جديتهم في استعادة مكانة المنتخب.
مباريات سبتمبر 2025: محطة حاسمة للتأهل للمونديال
تأتي أهمية تربص سبتمبر 2025 من كونه يسبق مباراتين حاسمتين في تصفيات كأس العالم 2026 ضمن المجموعة السابعة، التي تضم غينيا، أوغندا، موزمبيق، بوتسوانا، والصومال. سيلتقي المنتخب الجزائري أولاً مع بوتسوانا في الجولة السابعة يوم 4 سبتمبر 2025 على أرضه في تيزي وزو، تليها مواجهة غينيا في الجولة الثامنة يوم 9 سبتمبر 2025 في كامبالا.
هاتان المباراتان تعتبران فاصلتين لضمان صدارة المجموعة، حيث يمتلك المنتخب حاليًا 16 نقطة بعد فوزه في خمس جولات، بينما يحتل بوتسوانا المركز الثالث بـ9 نقاط، وغينيا في المركز الثاني بـ12 نقطة. نجاح المنتخب في هذه المباريات سيضمن تقريبًا تأهله المباشر، بينما قد يعرض التعثر فيهما مصيره للخطر، خاصة مع المنافسة المتزايدة في المجموعة.
التزام اللاعبين وتضحياتهم لتلبية رؤية بيتكوفيتش
أظهر لاعبون بارزون مثل عمورة، حاج عيسى، ماندي، بن طالب، بوعناني، وغويري التزامهم الكبير برؤية بيتكوفيتش، حيث فضلوا التحضير المبكر على قضاء عطلهم الصيفية. محمد أمين عمورة، نجم فولفسبورج الألماني، وأمين غويري من مارسيليا، اللذان برزا في المباريات السابقة، يعملان على تعزيز لياقتهما البدنية لضمان مكانتهما في التشكيلة الأساسية. في المقابل، عيسى ماندي، القائد الدفاعي، ونبيل بن طالب، عمود الوسط، يسعيان لاستعادة لياقتهما القصوى بعد موسم طويل، بينما يسعى بدر الدين بوعناني لفرض نفسه كبديل قوي في الهجوم. هذه التضحيات تعكس الروح القتالية التي يحاول بيتكوفيتش غرسها في الفريق، خاصة مع اقتراب المباريات الحاسمة التي قد تحدد مستقبل المنتخب في المونديال.
التحديات المناخية وأهمية التحضير البدني
يعتمد بيتكوفيتش بشكل كبير على الجانب البدني كركيزة أساسية، نظرًا للتحديات المناخية التي تواجه المنتخب في إفريقيا، حيث تتراوح درجات الحرارة في كامبالا وتيزي وزو بين 25 و35 درجة مئوية خلال سبتمبر، مع نسبة رطوبة مرتفعة. هذه الظروف تتطلب من اللاعبين قدرة استثنائية على التحمل، وهو ما دفع المدرب إلى تطبيق اختبارات بدنية صارمة خلال كل تربص. تجربة المنتخب في مباراة غينيا في يونيو 2024، التي انتهت بخسارة مفاجئة، أثبتت أن الجاهزية البدنية الناقصة يمكن أن تكون عاملًا حاسمًا، مما يبرر تركيزه على هذا الجانب لتجنب تكرار السيناريو في المواجهات القادمة.
الخضر بين الطموح والتحدي
مع اقتراب تربص سبتمبر، يواجه بيتكوفيتش تحديًا كبيرًا في الجمع بين اللاعبين الدوليين ذوي الخبرة والوجوه الجديدة، مع الحفاظ على التوازن البدني والفني.
النجاح في تطبيق شروطه قد يعزز فرص المنتخب في التأهل لكأس العالم 2026، وهو الهدف الأساسي الذي يسعى إليه “محاربو الصحراء” لاستعادة مكانتهم بعد غياب عن النسختين السابقتين.
الجماهير الجزائرية، التي تعيش أجواء من الأمل والترقب، تثق في قدرة بيتكوفيتش وتضحيات لاعبيها على تحقيق هذا الحلم، مشددة على أهمية الاستعداد الجيد للمباريات الحاسمة في الأسابيع القادمة.