بيتكوفيتش يقود ثورة التعويض في كأس افريقيا 2025

ينطلق المنتخب الجزائري في دورة كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب وسط طموحات كبيرة ورغبة في محو أثر خيبة الدورتين السابقتين، حيث خرج “الخضر” من الدور الأول تحت قيادة المدرب جمال بلماضي في نسختي 2021 بالكاميرون و2023 بساحل العاج. هذا الإقصاء المبكر كان صدمة لعشاق المنتخب الوطني ودفع بالاتحاد الجزائري للبحث عن تغيير حقيقي في القيادة الفنية، تمثل في التعاقد مع المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يحمل سجلًا حافلًا مع المنتخبات والأندية الأوروبية.

منذ توليه المسؤولية، وضع بيتكوفيتش خارطة طريق جديدة للمنتخب الجزائري اعتمدت على تحديث التشكيلة والانضباط التكتيكي وتطوير الجانب الذهني للاعبين. تصريحات بيتكوفيتش تؤكد بأن هدفه الرئيسي هو تجاوز مرحلة المجموعات وعدم تكرار مأساة الخروج المبكر، مع التأكيد على ضرورة اللعب بأسلوب هجومي متوازن يمنح للفريق مرونة أمام المنافسين الأقوياء. المدرب الجديد استفاد من فترة التربصات ومن تجهيز اللاعبين البارزين، وأسند أدوارًا قيادية للعناصر الشابة والمحترفة في أوروبا، ضمن خطة لاستعادة الهيبة القارية.

يخوض المنتخب الجزائري مبارياته الأولى في البطولة على ملعب مولاي الحسن بالعاصمة المغربية الرباط، مستفيدًا من ثبات الأرضية وتسهيل ظروف التنقل. بداية المشوار ستكون أمام السودان في لقاء يحتاج فيه “الخضر” لانطلاقة قوية ترفع المعنويات وتؤكد جاهزية المجموعة. المباراة الثانية تشهد مواجهة حاسمة أمام بوركينا فاسو، أحد أبرز الفرق في غرب إفريقيا والمعروف باستقراره البدني والفني. أما الجولة الثالثة، فسيكون الصدام ضد منتخب غينيا الاستوائية الذي أثبت نفسه كخصم مفاجئ في السنوات الأخيرة.

جدول المباريات في الدور الأول:

الجولةالمباراةالتاريخالتوقيتالملعب
الجولة الأولىالجزائر × السودان24/12/202516:00ملعب مولاي الحسن – الرباط
الجولة الثانيةبوركينا فاسو × الجزائر28/12/202518:30ملعب مولاي الحسن – الرباط
الجولة الثالثةالجزائر × غينيا الاستوائية31/12/202517:00ملعب مولاي الحسن – الرباط

المجموعة الخامسة تضم إلى جانب الجزائر منتخبات السودان، بوركينا فاسو، وغينيا الاستوائية؛ وتُعد من المجموعات المتوازنة حسب تحليل القرعة الرسمية. تشتهر فرق هذه المجموعة باندفاعها البدني والإصرار في المباريات، مما يفرض على محاربي الصحراء ضرورة التحضير الجيد ذهنياً وبدنياً لتفادي أي مفاجآت. ويؤكد بيتكوفيتش في كل خرجة إعلامية أن النجاح يبدأ من احترام جميع المنافسين واستغلال المواهب الفردية والجماعية بالشكل الأمثل.

يدخل المنتخب الجزائري البطولة تحت ضغط جماهيري كبير يرغب في مشاهدة منتخب قوي يرد الاعتبار، بعد إخفاقات متتالية رغم وفرة النجوم والمحترفين. بيتكوفيتش يدرك حجم المسؤولية، ويرفع شعار “لا مستحيل مع التركيز والعمل” واقتراح أساليب لعب حداثية تتناسب مع تطورات الكرة الإفريقية. عودة لاعبين مؤثرين مثل حسام عوار، بن ناصر، وريان آيت نوري تعزز طموحات الفريق لصناعة الفارق وإعادة رسم صورة إيجابية أمام الجماهير المحلية والعربية.

مع انطلاق منافسات كأس إفريقيا 2025، يحدو الأمل بيتكوفيتش ولاعبيه كي يكسروا حاجز الدور الأول ويبدؤوا مشوارًا مختلفًا يعيد للكرة الجزائرية هويتها القارية ويمنح الجماهير فرحة طال انتظارها. التحدي ليس سهلاً لكن الدروس من الماضي حاضرة في الذهن، والعزيمة على تحقيق الأفضل تبقى السلاح الحقيقي لهذا الجيل الجديد من المحاربين.