بعد مرور ست سنوات على التتويج التاريخي للمنتخب الجزائري بكأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، لا يزال 7 لاعبين من تلك التشكيلة الذهبية يواصلون عطاءهم مع الخضر في عهد المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش.
هؤلاء اللاعبون، الذين شكلوا العمود الفقري لذلك الجيل المميز، نجحوا في تجاوز تحديات الزمن والمحافظة على مستوياتهم الفنية العالية، مما مكنهم من البقاء ضمن حسابات المدرب البوسني الجديد. إن وجود هذه الخبرات المتراكمة في التشكيلة الحالية يمثل رصيداً ثميناً للمنتخب، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تنتظر الفريق في تصفيات كأس العالم 2026 والبطولات القادمة.
النجوم السبعة الباقون في الخدمة
تضم قائمة فلاديمير بيتكوفيتش لتربص شهر سبتمبر 2025 سبعة أسماء لامعة من أبطال كأس أفريقيا 2019، يتصدرهم النجم الكبير رياض محرز، الذي يواصل تألقه مع النادي الأهلي السعودي بعد مسيرة أوروبية حافلة بالإنجازات. محرز، الذي كان أحد أبرز نجوم البطولة الأفريقية، لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد أهم اللاعبين في المنتخب رغم تقدمه في السن. إلى جانبه، يواصل يوسف عطال، لاعب السد القطري، تقديم أداء متميز في خط الدفاع الأيمن، حيث يجمع بين الخبرة والحيوية في المباريات المهمة. كما يحتفظ رامي بن سبعيني، المدافع المتمرس في صفوف بوروسيا دورتموند، بمكانته كأحد أهم المدافعين في التشكيلة، بفضل خبرته الواسعة وقدرته على قراءة المباريات.
ماندي وبوداوي يكملان القائمة
يواصل عيسى ماندي، لاعب نادي ليل الفرنسي، تقديم مستويات عالية في خط الدفاع ، مستفيداً من تجربته الغنية في الدوريات الأوروبية الكبرى. فيما يحافظ هشام بودواي، لاعب الوسط في نادي نيس الفرنسي، على مكانته كأحد أبرز الخيارات في المنتخب الوطني، حيث يتميز بردود أفعاله السريعة وخبرته الكبيرة في المباريات الحاسمة. من جهة أخرى، يستمر يوسف بلايلي، لاعب الترجي التونسي، في تقديم إضافة نوعية للخط الهجومي بفضل سرعته ومهاراته الفنية العالية، رغم التنقلات العديدة التي خاضها في مسيرته المهنية. أما بداد بونجاح، المهاجم المخضرم في نادي الشمال القطري، فيواصل كونه أحد الخيارات المهمة في الخط الأمامي بفضل خبرته الواسعة وقدرته على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.
اللاعب | النادي الحالي | المركز | العمر التقريبي |
---|---|---|---|
رياض محرز | الأهلي السعودي | جناح أيمن/مهاجم | 34 سنة |
يوسف عطال | السد القطري | ظهير أيمن | 29 سنة |
رامي بن سبعيني | بوروسيا دورتموند | مدافع وسط | 29 سنة |
عيسى ماندي | ليل الفرنسي | مدافع | 29 سنة |
هشام بودواي | نيس الفرنسي | لاعب وسط | 28 سنة |
يوسف بلايلي | الترجي التونسي | جناح أيسر | 29 سنة |
بغداد بونجاح | الشمال القطري | مهاجم | 33 سنة |
إسماعيل بن ناصر: الغائب الوحيد من الأبطال
في المقابل، يعتبر إسماعيل بن ناصر الاسم الوحيد من أبطال 2019 الذي لم يحظ باستدعاء ضمن قائمة بيتكوفيتش الحالية، رغم مشاركته في تلك الحملة التاريخية. بن ناصر، الذي لعب دوراً مهماً في وسط الميدان خلال البطولة الأفريقية، يبدو أنه لم يعد ضمن خطط المدرب الجديد، بسبب وضعيته الحالية بدون أن قرر ميلان عرضه للبيع . غياب بن ناصر يؤكد على التجديد التدريجي الذي يشهده المنتخب، حيث يسعى بيتكوفيتش إلى المزج بين الخبرة والشباب لبناء فريق قادر على المنافسة في المحافل الدولية والقارية المقبلة.
هل يطمح بيتكوفيتش لتحقيق التوازن التدريجي ؟
وجود سبعة لاعبين من جيل الذهب الجزائري لعام 2019 ضمن التشكيلة الحالية يعكس الحكمة في إدارة الانتقال بين الأجيال، حيث تستفيد العناصر الشابة من خبرة هؤلاء المحاربين القدامى الذين خاضوا أهم المعارك وحققوا أعظم الانتصارات. هذا التوازن بين الخبرة والحيوية يمنح المدرب بيتكوفيتش خيارات متنوعة، كما يضمن استمرارية الثقافة الفوز التي ترسخت في أذهان هؤلاء اللاعبين منذ التتويج التاريخي قبل ست سنوات. إن قدرة هؤلاء اللاعبين على الصمود والاستمرار في الخدمة الوطنية رغم تقدمهم في السن تعكس مستوى الاحترافية العالي والالتزام القوي تجاه الألوان الوطنية، مما يجعلهم قدوة للأجيال الصاعدة ومصدر إلهام لكل من يحمل شرف تمثيل المنتخب الجزائري.
التثبيت المفرط في تشكيلة المنتخب الجزائري
يمثل قضية جدلية وأحد التحديات التي تواجه المدرب فلاديمير بيتكوفيتش. هذا التثبيت يشير إلى اعتماد كبير على مجموعة اللاعبين القدامى الذين شاركوا في نهائيات كأس إفريقيا 2019 بقيادة بلماضي، دون إحداث تغيير جذري أو إعادة نظر عميقة في التشكيلة، وهو ما يثير تساؤلات عن مدى قدرة التحديث والتجديد على مواكبة تطورات كرة القدم الحديثة.
هذا النهج قد يكون له إيجابيات مثل الاستقرار الفني والانسجام بين اللاعبين الذين يعرفون بعضهم البعض جيداً، لكنه قد يحمل سلبيات تتمثل في عدم إتاحة الفرصة للمواهب الجديدة، وتأخر دمج العناصر الشابة التي يمكن أن تعزز الأنسجة الفنية للمنتخب.
بالإضافة إلى أن هذا التثبيت قد يؤدي إلى نوع من الركود الفني وعدم إحداث الحراك المطلوب على مستوى المراكز الحيوية مما قد يؤثر على الديناميكية العامة للفريق في المنافسات القادمة.
لذلك، التوازن بين الثبات والتجديد يبقى عنصرًا أساسيًا يجب أن يراعيه بيتكوفيتش ضمن استراتيجيته لبناء منتخب قوي قادر على المنافسة في البطولات الكبرى مع احتضان الكوادر الشابة وتزويدهم بالخبرة تدريجياً، بما يعيد الحيوية والتجديد إلى صفوف المنتخب الجزائري ويمنحه قدرة تنافسية أفضل في المستقبل.