في مباراة إنتراخت فرانكفورت الأخيرة أمام فيردر بريمن، شهدت الملاعب الألمانية تطورًا مثيرًا في مسيرة النجم الجزائري فارس شايبي، الذي ظهر بشكل لافت في منصب جديد كلاعب ارتكاز ثانٍ بدلاً من مركزه التقليدي على الجناح. هذا التغيير التكتيكي، الذي جاء بقرار من المدرب دينو توبمولر، أظهر قدرات جديدة للاعب الجزائري في تنظيم اللعب وصناعة الألعاب من عمق الملعب. أداء شايبي المتميز، الذي تُوج بصناعة هدف من رباعية فريقه بتمريرة رائعة، يعيد تعريف دوره مع الفريق الألماني ويفتح آفاقًا جديدة أمام مسيرته الاحترافية. هذا التطور يأتي بعد فترة تذبذب شهدها اللاعب في الموسم الماضي، حيث واجه تحديات في الحصول على مكان ثابت في التشكيلة الأساسية، مما دفعه للبحث عن روح جديدة في منصب مختلف قد يعيد إحياء مسيرته مع النسر الألماني.
شايبي من الجناح إلى قلب الملعب
المدرب الألماني دينو توبمولر اتخذ قرارًا جريئًا بنقل شايبي من مركز الجناح، حيث اعتاد اللعب في المواسم السابقة، إلى موقع لاعب ارتكاز ثانٍ أو صانع ألعاب متأخر. هذا التغيير لا يعتبر مجرد تعديل تكتيكي، بل هو إعادة اكتشاف لقدرات شايبي في توزيع الكرات والتحكم في إيقاع المباراة من وسط الملعب. منح المدرب الألماني للاعب الجزائري حرية التقدم والتحرك نحو الأمام، والتواجد قرب خط الهجوم، مما مكنه من استغلال رؤيته الممتازة للعب وقدرته على التمرير الدقيق. هذا المنصب الجديد يتطلب من شايبي مهارات متعددة: القدرة على استقبال الكرة تحت الضغط، توزيع التمريرات بدقة، والمساهمة في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم. النتائج الأولى لهذا التغيير كانت إيجابية، حيث نجح اللاعب في صناعة هدف حاسم من خلال تمريرة رائعة أظهرت فهمه العميق لمتطلبات المركز الجديد.
إتقان سريع للمهام الجديدة
من خلال متابعة مباراة فرانكفورت أمام بريمن، برزت قدرة شايبي على التأقلم السريع مع متطلبات المنصب الجديد، خاصة في الجانب الهجومي الذي يبدو أنه يتقنه بسهولة ملحوظة. تمريرته الحاسمة التي أسفرت عن هدف لفريقه جاءت نتيجة رؤية تكتيكية ممتازة وقدرة على قراءة المساحات الفارغة في دفاع الخصم. اللاعب الجزائري استفاد من الحرية التي منحها له المدرب في التقدم نحو المناطق الهجومية، مما مكنه من ربط خطوط الفريق والمساهمة بشكل مباشر في العمليات الهجومية. هذا الأداء يؤكد أن شايبي يمتلك المقومات الأساسية لصانع الألعاب: الرؤية التكتيكية، دقة التمرير، والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة تحت الضغط. إتقانه السريع للمهام الهجومية يعطي مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية نجاح هذا التحول التكتيكي، خاصة مع استمرار العمل على تطوير جوانب أخرى من اللعب في هذا المركز الجديد.
الواجبات الدفاعية والمنافسة الأقوى
رغم النجاح الأولي في الجانب الهجومي، يبقى التحدي الأكبر أمام شايبي في إتقان الواجبات الدفاعية المطلوبة في مركز لاعب الارتكاز. هذا المنصب يتطلب مسؤوليات دفاعية أكبر من مركز الجناح، بما في ذلك قطع الكرات، الضغط على لاعبي الخصم، وتغطية المساحات في وسط الملعب. الاختبار الحقيقي سيكون ضد منافسين أقوى في البوندسليغا، حيث سيواجه مهاجمين ولاعبي وسط أكثر خبرة وقدرة على استغلال أي ضعف دفاعي. تعود اللاعب على المكان الجديد يحتاج لوقت وتدريب مكثف، خاصة في فهم الحركات الدفاعية والتموقع الصحيح في المراحل المختلفة من المباراة. نجاح شايبي في هذا التحول سيعتمد على قدرته على تطوير الجوانب الدفاعية من لعبه، والحفاظ على مستواه الهجومي المتميز في الوقت نفسه. هذا التوازن بين المهام الهجومية والدفاعية سيحدد مدى استدامة هذا التغيير التكتيكي ومستقبل اللاعب في إنتراخت فرانكفورت.
بداية واعدة تحتاج لاستمرارية
التجربة الأولى لشايبي في مركز صانع الألعاب مع إنتراخت فرانكفورت أظهرت إمكانات واعدة، خاصة مع قدرته على التأثير الإيجابي في النتيجة من خلال الهدف الذي صنعه لفريقه. هذا التطور يمثل فرصة ذهبية للاعب الجزائري لإعادة إحياء مسيرته الأوروبية بعد فترة من التذبذب في الأداء. النجاح طويل المدى في هذا المركز سيتطلب تطوير الجوانب الدفاعية والتأقلم مع ضغط المنافسة الشديدة في الدوري الألماني. الجماهير الجزائرية وعشاق فرانكفورت ينتظرون بفارغ الصبر استمرار هذا المستوى المتميز في المباريات القادمة، والتأكد من أن هذا التغيير ليس مجرد ومضة عابرة بل تحول حقيقي في مسيرة اللاعب الاحترافية.