تحت غطاء الصمت الرسمي من السلطات المغربية، أثارت أنباء رفض الولايات المتحدة منح تأشيرة دخول لـفوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جدلاً واسعًا.
جاء هذا الرفض لمنعه من حضور القمة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) التي عُقدت في ميامي بين 21 و24 يونيو 2025، على هامش كأس العالم للأندية 2025. القضية، التي وُصفت بـ”الفضيحة الدبلوماسية والرياضية”، ألقت الضوء على شبهات فساد وارتباطات بقضايا خطيرة تُحيط باسم لقجع، مما أثار تساؤلات حول دوره كنافذ في كواليس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) والفيفا.
لقجع لم يحصل على تأشيرة الدخول لأمريكا
وفقًا لتقارير إعلامية، أُثيرت قضية رفض تأشيرة لقجع خلال مناقشات الوفود المشاركة في اجتماع الفيفا بميامي، حيث لاحظ الحاضرون غيابه اللافت، رغم دوره البارز كرئيس للجنة المنتخبات المغربية وعضو في اللجنة التنفيذية للكاف. مصادر مثل صحيفة الخبر الجزائرية أشارت إلى أن السلطات الأمريكية رفضت طلبه للحصول على التأشيرة بسبب شبهات تورطه في قضايا تبييض الأموال، الفساد، والاتجار الدولي بالمخدرات، استنادًا إلى تحقيقات دولية لم يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل رسمي.
لم تدخل اتفاقية إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية بين المغرب والولايات المتحدة حيز التنفيذ، خاصة في ظل تحفظات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تركز على مكافحة شبكات الاتجار بالمخدرات والفساد الدولي. هذا الرفض يُعد سابقة نادرة، حيث كان يُفترض أن يشارك لقجع في مناقشات حول تنظيم كأس العالم 2030، التي يستضيفها المغرب بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال.
سياق الجدل والاتهامات
يرتبط اسم فوزي لقجع منذ سنوات بشبهات فساد، خاصة في إدارته للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ونفوذه في الكاف. فقد سبق أن اتهمه برنامج فسحة على منصة إكس بـ”التورط في تهريب المخدرات واستخدام الموارد المالية لتقديم رشاوى وشراء ذمم”، وهي اتهامات لم تثبت رسميًا. كما أشار تقرير لموقع البلاد إلى وجود “كواليس فساد” مرتبطة بصعوده في الكاف، دون تقديم أدلة ملموسة.
على صعيد آخر، ذكرت تقارير أن لقجع رفض منصب النائب الرابع لرئيس الكاف عام 2021، في إطار توافقات سياسية ضمن “بروتوكول الرباط”، مما يعكس نفوذه في الأوساط الكروية الأفريقية. ومع ذلك، تظل هذه الاتهامات محط جدل، حيث ينفي لقجع ومسؤولو الجامعة المغربية هذه الادعاءات، معتبرينها “حملات تشويه” تستهدف نجاح المغرب في استضافة أحداث رياضية عالمية، مثل كأس العالم 2030.
صمت مغربي
لم تصدر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو وزارة الاقتصاد والمالية بيانًا رسميًا حول القضية، مما عزز التكهنات حول حساسيتها. في المقابل، دافع مؤيدون للقجع على منصة إكس، مشيرين إلى أن هذه الاتهامات “جزء من حملة تشويه” تستهدف طموحات المغرب الكروية. بينما اعتبر آخرون، أن رفض التأشيرة يعكس جدية التحفظات الأمريكية، خاصة في ظل سياسة إدارة ترامب الصارمة ضد الفساد الدولي.
على المستوى الرياضي، يواجه لقجع ضغوطًا داخلية أيضًا، حيث عقد اجتماعات حاسمة مع المدرب وليد الركراكي لتقييم أداء المنتخب المغربي بعد نتائج مخيبة في مباريات ودية، مما يعكس التحديات المتعددة التي يواجهها.
تُعد قضية رفض تأشيرة فوزي لقجع لدخول الولايات المتحدة فضيحة دبلوماسية ورياضية تلقي بظلالها على صورة المغرب في الأوساط الكروية العالمية. رغم غياب أدلة رسمية تؤكد الاتهامات بتورطه في تبييض الأموال أو الاتجار بالمخدرات، فإن الصمت الرسمي المغربي يزيد من حدة التساؤلات. هل ستؤثر هذه الأزمة على دور لقجع في تنظيم كأس العالم 2030؟ أم ستظل مجرد شائعات عابرة؟ الأيام القادمة قد تحمل إجابات حاسمة، لكن ما هو مؤكد أن هذه القضية ستظل حديث الكواليس في عالم كرة القدم.