جدل بعد إشراك آدم بلماضي في التشكيلة الأساسية لنادي الدحيل

أشرك المدرب الجزائري جمال بلماضي ابنه آدم بلماضي (16 عاماً) في التشكيلة الأساسية لنادي الدحيل القطري ضد مسيمير في الجولة الثانية من بطولة كأس قطر، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي. هذا القرار من الناخب الوطني السابق للجزائر فجر نقاشاً حاداً حول منح الفرص للمواهب الشابة مقابل اتهامات بالمحسوبية العائلية.

سجل آدم عبد الله بلماضي، نجل المدرب السابق للخضر، أول ظهور رسمي له مع الفريق الأول للدحيل في مباراة كأس قطر، حيث شارك أساسياً في مركز لاعب وسط ميدان هجومي. اللاعب الشاب الذي يحمل الجنسيتين الجزائرية والقطرية، لعب لمدة 68 دقيقة في هذه المباراة التي انتهت لصالح الدحيل.

آدم بلماضي ليس مجرد “ابن المدرب”، بل موهبة حقيقية تخرجت من مدرسة شباب الدحيل وأثبتت جدارتها في الفئات السنية. سبق له أن قاد فريق الدحيل تحت 14 سنة إلى التتويج بكأس قطر، مسجلاً هاتريك في نصف النهائي أمام السد وساهم في الفوز الكبير 4-1. كما حقق مع فريقه للناشئين عدة إنجازات، مما لفت أنظار الجهاز الفني للفريق الأول.

انقسمت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض لقرار بلماضي. الفريق المؤيد رأى في الخطوة منحاً طبيعياً للفرصة لموهبة شابة أثبتت جدارتها في الفئات السنية، خاصة وأن آدم يتدرب مع الفريق الأول منذ يوليو 2025 ويظهر مستوى فنياً عالياً. هؤلاء المؤيدون يرون أن العمر (16 عاماً) والمهارات التي يمتلكها تبرر منحه الفرصة.

في المقابل، وجه منتقدون تهمة “المعايير المزدوجة” لبلماضي، مذكرين بأنه لم يطبق نفس الفلسفة عندما كان مدرباً للمنتخب الجزائري. هؤلاء يشيرون إلى أن بلماضي كان محافظاً جداً في اختياراته مع الخضر، ونادراً ما منح الفرصة للاعبين الشباب، مفضلاً الاعتماد على اللاعبين المخضرمين. هذا التناقض أثار تساؤلات حول دوافع القرار الحالي.

رغم الجدل، تشير التقارير إلى أن آدم بلماضي يتمتع بمهارات فنية عالية وذكاء تكتيكي مميز لسنه. اللاعب متعدد المراكز، قادر على اللعب كمهاجم، جناح، أو صانع ألعاب، مما يجعله إضافة قيمة للفريق. كما أنه حصل على دعوة من منتخب قطر تحت 17 عاماً، مما يعكس الاعتراف الرسمي بموهبته.

يواجه آدم بلماضي تحدياً مزدوجاً: إثبات أنه يستحق مكانه بناءً على قدراته وليس بسبب علاقة القرابة، والتعامل مع الضغط الإعلامي والجماهيري المتزايد. في نفس الوقت، سيكون عليه اتخاذ قرار مهم بشأن تمثيل منتخب الجزائر أو قطر في المستقبل، حيث يملك الجنسيتين ولا يزال قادراً على الاختيار.

هذه القضية تفتح نقاشاً أوسع حول معايير اختيار اللاعبين الشباب في الأندية العربية، وحدود تأثير العلاقات العائلية على القرارات الفنية، خاصة عندما يكون المدرب في موقع السلطة مع وجود أبنائه في نفس النادي.