حقق البطل الجزائري جمال سجاتي إنجازاً تاريخياً جديداً بحصوله على الميدالية الفضية في نهائي سباق 800 متر ضمن بطولة العالم لألعاب القوى طوكيو 2025، مسجلاً توقيتاً استثنائياً قدره 1:41.90 دقيقة. هذا الإنجاز يمثل أول ميدالية للجزائر في هذه البطولة، ويؤكد مكانة سجاتي كأحد أعظم عدائي 800 متر في التاريخ الحديث.
نهائي تاريخي وأرقام قياسية
شهد نهائي سباق 800 متر في طوكيو 2025 أحد أقوى وأسرع السباقات في تاريخ هذه المسافة، حيث تمكن الثلاثة الأوائل من النزول تحت حاجز 1:42 دقيقة لأول مرة في تاريخ نهائيات بطولة العالم. فاز الكيني إيمانويل وانيوني بالذهبية بتوقيت قياسي، بينما حل سجاتي ثانياً بفارق أربعة أجزاء بالمئة فقط عن البطل، وجاء الكندي ماركو أروب ثالثاً بتوقيت 1:41.95.
يعتبر هذا السباق ثاني أسرع نهائي في تاريخ 800 متر بعد نهائي أولمبياد باريس 2024، مما يدل على المستوى الاستثنائي للمنافسة وقوة الجيل الحالي من عدائي هذه المسافة. سجاتي، الذي كان قريباً جداً من إحراز الذهبية التي تفصل الجزائر عنها منذ إنجاز سعيد قرني جبير عام 2003، قدم عرضاً بطولياً يستحق كل الثناء.
جيل استثنائي يحرم سجاتي من الذهب
رغم الأداء المتميز والإنجاز التاريخي، يبقى سجاتي ضحية لتواجده في عصر أقوى جيل في تاريخ سباق 800 متر. لولا هذا الجيل الذهبي من العدائين الذي يضم وانيوني وأروب وعطاوي وآخرين، لكان سجاتي حقق العديد من الميداليات الذهبية في المحافل الكبرى.
توقيت 1:41.90 الذي حققه سجاتي يعتبر رقماً استثنائياً كان سيضمن له الفوز بالذهب في معظم نهائيات بطولات العالم السابقة. هذا المستوى العالي من المنافسة، رغم أنه حرمه من الذهب، إلا أنه دفعه لتحقيق أرقام قياسية وإنجازات تاريخية تضعه بين أعظم عدائي هذه المسافة عبر التاريخ.
إرث يفتخر به الجيل القادم
ميدالية سجاتي الفضية تضاف إلى سجله المتميز الذي يضم برونزية أولمبياد باريس 2024 وعدة إنجازات قارية وعالمية. البطل الجزائري أثبت أن الموهبة والإصرار قادران على تحقيق المستحيل، وأن الجزائر قادرة على إنتاج أبطال عالميين في جميع الرياضات.
هذا الإنجاز سيبقى محفوراً في تاريخ الرياضة الجزائرية، ويمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الرياضيين. سجاتي، الذي فعل كل ما في وسعه ولم يبخل بأي جهد، يستحق كل التقدير والاحترام لما قدمه من تضحيات وما حققه من إنجازات رفعت اسم الجزائر عالياً في المحافل الدولية.
فخر الجزائر وأسطورة 800 متر يواصل كتابة التاريخ، وهذه الفضية ليست نهاية المطاف بل محطة جديدة في مسيرة حافلة بالإنجازات والطموحات الكبيرة.