حفيظ دراجي ينتقد بيتكوفيتش: “المنتخب ليس متحفاً للذكريات”

أثارت التصريحات النارية للإعلامي الرياضي المعروف حفيظ دراجي عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية الجزائرية، حيث انتقد بشدة الأداء الأخير للمنتخب الوطني وتوجه سهام نقده لكل من المدرب فلاديمير بيتكوفيتش وبعض اللاعبين المخضرمين.

دراجي الذي يُعتبر من أبرز الأصوات الإعلامية في الساحة الرياضية الجزائرية، لم يتردد في استخدام عبارات قاسية مثل “كفى” و”مجاملات قاتلة” للتعبير عن إحباطه من الوضع الحالي للمنتخب.

دراجي بيتكوفيتش

هذه الانتقادات جاءت في أعقاب التعادل السلبي المخيب أمام غينيا، والذي كشف عن مشاكل هيكلية في أداء الخضر رغم تصدرهم لمجموعة التصفيات. الإعلامي المخضرم ركز في تصريحاته على ضرورة التغيير الجذري والابتعاد عن المجاملات التي قد تضر بمصالح المنتخب في المحافل المهمة.

انطلق حفيظ دراجي في تصريحاته من مبدأ واضح مفاده أن “احترام خيارات المدرب لا يعني السكوت عن أخطائه”، في إشارة مباشرة إلى بعض القرارات التكتيكية للمدرب الصربي التي لم تحقق النتائج المرجوة.

الإعلامي الجزائري لم يكتف بنقد المدرب فحسب، بل وجه سهامه أيضاً نحو بعض اللاعبين المخضرمين الذين يحتفظون بأماكنهم في التشكيلة رغم تراجع مستواهم. هذا الموقف الجريء من دراجي يعكس رؤية إعلامية تطالب بالمصارحة والشفافية في تقييم أداء المنتخب، بدلاً من التستر وراء النتائج الإيجابية السابقة أو احترام الأسماء الكبيرة.

الجملة الأكثر إثارة للجدل في تصريحات دراجي كانت قوله إن “المنتخب ليس متحفاً للذكريات، بل واجهة الوطن”، وهي عبارة تحمل في طياتها انتقاداً مباشراً لسياسة الاعتماد على اللاعبين بناءً على إنجازاتهم السابقة وليس على أدائهم الحالي. هذا التوجه النقدي يتماشى مع توقعات جماهير عريضة تطالب بتجديد دماء المنتخب وإفساح المجال أمام المواهب الشابة التي تستحق الفرصة.

لم يكتف الإعلامي بالنقد المباشر، بل قدم تحليلاً عميقاً لأسباب تراجع مستوى المنتخب، حيث اعتبر أن “النتائج الأخيرة ليست صدفة، بل ثمرة تراكمات من خيارات خاطئة ومجاملات قاتلة”.

هذا التشخيص يشير إلى وجود مشاكل هيكلية في إدارة المنتخب تتجاوز النتائج المرحلية وتمس جوهر فلسفة الاختيار والتحضير. دراجي حدد ثلاثة عوامل رئيسية وراء هذا التراجع: الخيارات الخاطئة في انتقاء اللاعبين، المجاملات التي تطغى على المعايير الفنية، وغياب الجرأة في إحداث التغييرات الضرورية.

هذا التحليل يكشف عن رؤية استراتيجية لمشاكل المنتخب تتجاوز التقييم السطحي للنتائج، حيث يربط دراجي بين الأداء الحالي وتراكمات من القرارات غير المدروسة التي أثرت على التوازن العام للفريق. الإعلامي يدعو بشكل غير مباشر إلى مراجعة شاملة لطريقة إدارة المنتخب والابتعاد عن الاعتبارات الشخصية في اتخاذ القرارات الفنية.

الجملة الختامية في تصريحات دراجي “من أراد أن يرتدي قميص المنتخب فعليه أن يثبت أنه الأجدر، لا الأقدم” تلخص فلسفته في إدارة المنتخب وتنتقد بوضوح الاعتماد على معيار الأقدمية في الاختيار.

هذا المبدأ يتماشى مع التوجهات الحديثة في كرة القدم العالمية، حيث تُمنح الأولوية للاعبين بناءً على أدائهم الحالي وليس على إنجازاتهم السابقة. دراجي يدعو إلى ترسيخ ثقافة الاستحقاق في المنتخب، بحيث يكون الأداء الميداني هو المعيار الوحيد للاختيار والاستمرار في التشكيلة.

هذا المطلب يحمل في طياته دعوة صريحة لتجديد دماء المنتخب وإفساح المجال أمام المواهب الشابة التي قد تكون أكثر حماساً ورغبة في إثبات الذات. الإعلامي يرى أن الاستمرار في الاعتماد على اللاعبين المخضرمين دون مراعاة مستواهم الحالي قد يضر بمستقبل المنتخب ويحرمه من الاستفادة من طاقات جديدة قادرة على رفع مستوى الأداء.

تصريحات حفيظ دراجي أثارت ردود فعل متباينة في الوسط الرياضي الجزائري، حيث أيدها البعض باعتبارها صوت العقل والمصارحة، بينما انتقدها آخرون لكونها قاسية ومؤثرة على معنويات الفريق في فترة حساسة من التصفيات.

مؤيدو دراجي يرون في تصريحاته جرس إنذار ضروري لتصحيح مسار المنتخب قبل فوات الأوان، خاصة مع اقتراب مواعيد مهمة مثل كأس الأمم الإفريقية ونهائيات كأس العالم. من جهة أخرى، يحذر منتقدوه من تأثير هذه التصريحات على الاستقرار النفسي للاعبين والطاقم الفني.

بغض النظر عن الآراء المتضاربة، فإن تصريحات دراجي تسلط الضوء على نقاش جوهري حول مستقبل المنتخب الجزائري وطريقة إدارته. هذا الجدل قد يكون إيجابياً إذا أدى إلى مراجعة حقيقية للأساليب المتبعة وإحداث التغييرات الضرورية لضمان عودة المنتخب إلى مستواه المطلوب في المحافل القارية والعالمية.