خدعة ديشان الفرنسية تُثير الغضب.. و أكليوش يكتشف المؤامرة

أشعل استدعاء لاعب موناكو الشاب مغناس أكليوش لصفوف المنتخب الفرنسي جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، وسط اتهامات مباشرة للمدرب ديدييه ديشان بتنفيذ مناورة مدبرة لحرمان منتخب الجزائر من موهبة مستقبلية واعدة. فبعد مشاركة رمزية لدقائق معدودة في الوقت بدل الضائع أمام أوكرانيا ضمن تصفيات كأس العالم 2026، بات اللاعب مقيداً نهائياً مع “الديوك” وفاقداً لأي فرصة لتمثيل الجزائر مستقبلاً.

تثير طريقة تعامل ديشان مع ملف أكليوش تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية وراء هذا الاستدعاء المفاجئ. فرغم أن المدرب الفرنسي بررّ قراره بغياب بعض العناصر الأساسية، إلا أن المحلل الفرنسي ماكسيم شانوت عبر قناة RMC طرح تساؤلات صريحة ومباشرة: “أقدّر أكليوش، لكنه بعيد عن المستوى الدولي. هل اختاره ديشان حقًا من أجل الفريق، أم فقط لقطع الطريق على الجزائر؟”. هذه التصريحات الجريئة تعكس الشكوك المتزايدة حول دوافع خفية تتجاوز الاعتبارات الفنية البحتة.

يملك المنتخب الفرنسي ترسانة هائلة من المواهب في جميع الخطوط، وخاصة في المقدمة الهجومية، مما يجعل استدعاء أكليوش يبدو غير منطقي من الناحية الرياضية. فوجود نجوم بقامة كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وماركوس تورام وراندال كولو موآني يطرح تساؤلات حول الحاجة الفعلية لخدمات لاعب لم يثبت نفسه بعد على المستوى الدولي. هذا التناقض بين الثراء في الخيارات والحاجة لاستدعاء لاعب غير مجرب يعزز نظرية “المناورة التكتيكية” لحسم ولاء اللاعب.

تشير مصادر مقربة من اللاعب إلى أن ماغنيس أكليوش يعيش حالة من الحسرة العميقة على قراره المتسرع بقبول الاستدعاء الفرنسي دون تأن كافٍ للنظر في العواقب المستقبلية. فاللاعب الذي كان يحمل آملاً كبيرة في تمثيل منتخب الجزائر، البلد الذي ينتمي إليه بجذوره وهويته، وجد نفسه محاصراً بقرار لا رجعة فيه بعد لمس أرضية ملعب فرنسا أمام أوكرانيا. هذه الحسرة تتعمق أكثر عندما يدرك اللاعب أنه ربما كان ضحية لعبة سياسية أكبر منه، استُخدم فيها كورقة للمناورة على حساب طموحاته الشخصية وانتمائه الحقيقي.

تثير العلاقة الوطيدة بين ديدييه ديشان ونادي موناكو الفرنسي شكوكاً إضافية حول الدوافع الخفية وراء استدعاء أكليوش. فالمدرب الفرنسي معروف بعلاقاته الجيدة مع إدارة النادي الإماراتي، وهو ما قد يفسر سعيه لإرضاء الأطراف المعنية من خلال منح لاعبيهم فرصاً مع المنتخب الوطني. هذا التداخل بين المصالح النادوية والوطنية يطرح تساؤلات جدية حول مدى نزاهة عملية الاختيار وما إذا كانت تخدم مصلحة المنتخب الفرنسي أم مصالح أخرى.

يعيد ملف أكليوش إلى الواجهة الجدلية المستمرة حول اللاعبين مزدوجي الجنسية وطرق التعامل معهم من قبل الاتحادات الكبرى. فالشارع الجزائري يؤمن بقوة أن ما حدث مع أكليوش لم يكن سوى مناورة مدبرة لحرمان “الخضر” من موهبة واعدة قد تساهم في تعزيز قوة المنتخب الوطني مستقبلاً. هذه الممارسات التي تتبعها المنتخبات الأوروبية الكبرى، وخاصة فرنسا، تثير امتعاضاً كبيراً في البلدان المغاربية والأفريقية التي ترى في ذلك استنزافاً ممنهجاً لمواهبها الشابة.

ستكون القوائم المقبلة للمنتخب الفرنسي هي المحك الحقيقي لكشف النوايا الفعلية وراء استدعاء أكليوش. فإذا استمر ديشان في استدعاء اللاعب ومنحه فرصاً حقيقية للمشاركة، فقد يثبت أن الاختيار كان فنياً بحتاً. أما إذا اختفى اللاعب من الحسابات الفرنسية بعد تحقيق الهدف من “تأمين” ولائه، فستتأكد نظرية المؤامرة التي يتحدث عنها المتابعون. هذا الامتحان سيحدد مصداقية ديشان وسياسة الاتحاد الفرنسي في التعامل مع المواهب مزدوجة الجنسية، وسيكون له تأثير كبير على نظرة اللاعبين المستقبليين لمثل هذه الاستدعاءات المشبوهة.