شهدت ليلة التأهل التاريخية للمونديال ولادة نجم جديد في سماء المنتخب الجزائري، عندما سجل رفيق بلغالي أول ظهور رسمي له مع “محاربي الصحراء” في الانتصار الثلاثي على الصومال. ظهور موفق بكل المعايير رغم طبيعة الخصم المتواضعة، يحمل في طياته بشائر مستقبل واعد للظهير الأيمن البالغ من العمر 23 عاماً.
الحل المنطقي في الجهة اليمنى
استفاد بلغالي من غياب الثنائي يوسف عطال ومحمد فارسي بسبب الإصابة ليحصل على الفرصة الذهبية التي طال انتظارها. في الجهة اليمنى، منح الجماهير الجزائرية شيئاً كان مفقوداً عند غياب عطال – حضور هجومي متميز وقدرة على التعامل مع الكرة دون تردد. لعب بعفوية وطبيعية كأنه يرتدي القميص الأخضر منذ سنوات، مظهراً قدرة استثنائية على التميز في اللحظات المناسبة.
الخبرة الأوروبية تظهر على الأداء
ما رأيناه من بلغالي أمام الصومال لم يكن مفاجئاً لمن تابع مسيرته مع هيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي، حيث قدم مستويات رائعة ضد عمالقة إيطاليا مثل روما ويوفنتوس وغيرهم من الأندية الكبيرة. هذه الخبرة في مواجهة النجوم العالميين ظهرت واضحة في طريقة لعبه المتناسقة هجومياً والمدروسة تكتيكياً.
سرعة الانسجام والتحرر من الضغط
الجانب الأكثر إعجاباً في أداء بلغالي كان سرعة انسجامه مع المنظومة التكتيكية لبيتكوفيتش وقدرته على التحرر من ضغط الظهور الأول. دخل المباراة مباشرة وفرض نفسه كعنصر فاعل وليس مجرد بديل مؤقت، مما يعكس شخصية قوية وثقة عالية بالنفس – صفات ضرورية في كرة القدم الدولية.
رغم الإشادة بالجانب الهجومي، يبقى الاختبار الحقيقي لبلغالي في الجانب الدفاعي عندما يواجه منافسين أقوى وأكثر خطورة من الصومال. ننتظر رؤيته في مواجهات أكثر صعوبة لقياس قدرته على التعامل مع الضغط الدفاعي الحقيقي، خاصة أن هذا الجانب يتطلب تركيزاً أكبر واستعداداً بدنياً مختلفاً.
طموح في الأفق
الظهور الأول لرفيق بلغالي يبشر بحل مهم لمشكلة عمق التشكيلة في الجهة اليمنى، خاصة مع تقدم عطال في السن واحتمالية تعرضه لإصابات مستقبلية. وجود بديل بهذا المستوى يعطي بيتكوفيتش مرونة تكتيكية أكبر ويضمن استمرارية الأداء حتى في حالة الغيابات.
بلغالي أثبت في ليلة واحدة أنه يمتلك الصفات المطلوبة لتمثيل الجزائر بكرامة، وأن خبرته الأوروبية يمكن أن تكون إضافة حقيقية للمنتخب. الآن، عليه أن يؤكد هذا الانطباع الإيجابي في المباريات القادمة، خاصة عندما تكون المخاطر أعلى والتحديات أكبر.


