سمير شرقي: من السقوط المدوي إلى النجومية مع الخضر – قصة إلهام حقيقية

تُعد قصة سمير شرقي، مدافع نادي باريس إف سي البالغ من العمر 26 عاماً، واحدة من أكثر القصص إلهاماً في عالم كرة القدم الحديثة. كان شرقي على وشك إنهاء مسيرته الكروية وهو في سن الـ21 عاماً بسبب قضية انضباطية خطيرة مع نادي أوكسير الفرنسي في مارس 2020، حيث تم طرده بسبب حضوره للتدريب في حالة سكر في اليوم التالي لعيد ميلاده الـ21.

اعترف شرقي نفسه بهذه الواقعة قائلاً: “كان ذلك في الخامس من فبراير، قبل يوم من عيد ميلادي. احتفلت طوال الليل ووصلت إلى التدريب صباحاً ثملاً. رآني المدرب فورلان فاستدعيت وأوقفت، ثم تم طردي. لقد ارتكبت خطأ فادحاً”. هذه اللحظة المظلمة في حياته جعلته يواجه الواقع المرير: بلا نادي، بلا راتب، بلا مستقبل كروي.

بعد فترة من البطالة والعزلة والخجل، رفض شرقي الاستسلام واستغل تلك السقطة كنقطة تحول جذرية في حياته. عاد إلى جذوره مع والديه في بريتيني، مسقط رأسه، وبدأ رحلة إعادة بناء شخصيته ومسيرته المهنية.

التحق بنادي باريس إف سي في الدوري الفرنسي للدرجة الثانية، حيث شارك لأول مرة في مباراة احترافية في 8 يناير 2021 ضد أجاكسيو. بالعزيمة والانضباط الصارم، تألق تدريجياً وسجل أول أهدافه الاحترافية في مايو 2022 أمام أميان برأسية في مطلع الشوط الثاني.

خاض 108 مباريات مع باريس إف سي وسجل 3 أهداف وصنع هدفين ، وساهم في صعود النادي للدرجة الأولى الفرنسية هذا الموسم.

شهد موسم 2025 تحولاً جذرياً في مسيرة شرقي، حيث شارك أساسياً في المباريات الخمس الأولى مع باريس إف سي في الدوري الفرنسي الممتاز ، مما لفت انتباه المدرب الصربي فلاديمير بيتكوفيتش الذي استدعاه لأول مرة للمنتخب الجزائري في معسكر أكتوبر 2025.

اللاعب الذي نشأ في أكاديمية سي إس بريتيني كصانع ألعاب هجومي قبل أن يتراجع تدريجياً ليصبح مدافعاً محورياً أو ظهيراً أيمن، أسر قلوب الجماهير الجزائرية بعفويته وتواضعه منذ وصوله للجزائر.

صرح بحماس واضح: “أنا هنا لتقديم كل شيء من أجل الجزائر.. أقول للجماهير الجزائرية، سأقاتل من أجل المنتخب لآخر يوم في حياتي”. قصة شرقي تحولت من مصدر خجل إلى مصدر فخر وإلهام، حيث قال: “ما حدث لي جعلني أنضج وأتعلم.. يجب أن تكون قصتي درساً للاعبين الشباب”. اليوم، يُنظر إليه كرمز للتحدي والإصرار، ونموذج حي لكل من فقد الأمل في النجاح بأن الخطأ ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة لمن يملك الإرادة.