حقق شباب بلوزداد إنجازاً جديداً في رحلته الإفريقية بعدما انتصر على حافيا كوناكري الغيني بنتيجة 2-0 في إياب الدور التمهيدي الثاني من كأس الكونفدرالية الإفريقية، ليحسم بطاقة التأهل لدوري المجموعات عن جدارة واستحقاق. المباراة التي احتضنها ملعب نيلسون مانديلا ببراقي كانت حاسمة ومليئة بالتأثيرات الفنية والجماهيرية، حيث قدّم ممثل الجزائر مستوى قوياً وأثبت أنه أهلٌ للمنافسة القارية بلغة الأرقام والأداء الجماعي.
تكتيك ذكي وإرادة جماعية تقود التأهل
دخل شباب بلوزداد اللقاء بهدف واضح: حسم التأهل وعدم ترك المجال أمام خصم كان عنيداً في الذهاب. وتمكن الفريق من السيطرة على أغلب مجريات المباراة، مستفيداً من عامل الأرض والدعم الجماهيري. الجهاز الفني لفريق بلوزداد اعتمد خطة متوازنة ترتكز على الضغط الهجومي وتنفيذ الهجمات المباغتة التي أربكت دفاع حافيا، إضافة إلى التحصين الدفاعي الصارم ومنع المنافس من تشكيل تهديد حقيقي في معظم أوقات المباراة.
نجح شباب بلوزداد في تسجيل هدفين حاسمين، ليكسر من خلالهما التعادل الذي انتهت عليه مواجهة الذهاب (1-1) ويقول كلمته الأخيرة في براقي. الفريق أظهر انسجاماً كبيراً بين خطوطه، وخاصة وسط الميدان والهجوم، كما برزت الروح القتالية والخبرة في التعامل مع الظروف الصعبة لضمان التأهل.
قيمة التأهل ومكاسب المرحلة
يمثل هذا التأهل إلى دور المجموعات محطة مهمة في سير شباب بلوزداد، الذي أضحى واحداً من أكثر الأندية الجزائرية استقراراً وقوة على المستوى القاري. الانتصار لم يكن فقط ضماناً للتواجد بين كبار البطولة، بل رسالة ثقة لمحبي النادي وإشارة إلى تطور الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة على مستوى التنظيم والنتائج الأفريقية.
كما يُحسب للجهاز الفني والإداري حسن إدارة المواجهات الأفريقية؛ فالإعداد النفسي والتكتيكي ظهر واضحاً في أداء اللاعبين، وتوزيع المهام والانضباط في الملعب من الأسباب الرئيسية للنجاح في المسابقة.
تحديات ما بعد التأهل
ينتظر شباب بلوزداد مرحلة أكثر صعوبة في دوري المجموعات، حيث يواجه منافسين من مستويات أعلى ويتطلب منه مزيدا من التركيز والجاهزية والثبات. سيعمل الفريق على صقل لاعبيه وتجهيز مختلف الخيارات التكتيكية، مع ضرورة الحفاظ على النسق التصاعدي والانضباط الدفاعي في مواجهة ظروف المجموعات الإفريقية وتنوع أساليب اللعب والملاعب.
الجماهير البلوزدادية خرجت تحتفل بالفوز في ليلة التأهل، مجددة ثقتها في القلعة الحمراء ومؤكدة دعمها لمغامرة الفريق نحو أبعد مرحلة ممكنة في كأس الكاف هذا الموسم. التطلعات الآن باتت أكبر، مع آمال لمواصلة التألق والوصول إلى الأدوار النهائية وربما المنافسة على اللقب الأفريقي، الذي طال انتظاره من أنصار النادي وأوساط الكرة الجزائرية عامة.


