عبد الحق بن شيخة تحت ضغط “الإقالة”.. شبيبة القبائل تحتاج للدعم
عبد الحق بن شيخة مدرب شبيبة القبائل

في كرة القدم الجزائرية، هناك قاعدة غير مكتوبة تفرض على المدربين تحقيق نتائج مبهرة بشكل سريع، فلا مجال للتجربة أو الصبر على مشروع لعب جديد. هذا ما يعانيه حاليًا مدرب شبيبة القبائل عبد الحق بن شيخة، والذي يواجه ضغوطًا شديدة للإقالة على الرغم من بداية موسمه المتذبذبة مع الفريق.

في الجزائر فقط، يُطالب الجماهير والإعلام المدرب بأن يضع بصمته وينجح في مشروع لعبه بعد مرور خمس جولات فقط، متجاهلين أن تشكيلة الفريق تضم 9 لاعبين جدد هذا الموسم، ما يتطلب وقتًا للتأقلم والتجانس. هذا الضغط الكبير هو ما يشعر به بن شيخة في الوقت الحالي، في ظل غياب الدعم الصريح والعلني من إدارة النادي.

لكن على الرغم من هذا الضغط، بدأت شبيبة القبائل تستعيد عافيتها تدريجيًا بعد فوزين متتاليين دون تلقي أي هدف، موازاة مع عودة المصابين الذين تركوا فراغًا كبيرًا في التشكيلة، أبرزهم باباكار سار وعزيز أيمن الحمري.

بن شيخة يُنتقد كغيره من المدربين في العالم، لكن له أيضًا إنجازات يستحق الثناء عليها، كالتغيير التكتيكي الناجح باللعب بثلاثة مدافعين في المحور، والذي قد يكون نقطة التحول في أداء الفريق. فالاستقرار في التشكيل والتكتيك هو أحد أهم عوامل النجاح، كما أثبتت تجربة الجامبوجات في الماضي.

الحقيقة أن ثمار العمل البدني والتكتيكي لم تظهر بشكل واضح في أولى الجولات، نظرًا للتغييرات الكثيرة في التشكيلة، لكن مع الاستقرار والوقت الكافي، سيبدأ بن شيخة في حصد ثمار جهوده. وهذا ما يجب أن تدركه إدارة شبيبة القبائل والجماهير على حد سواء.

فالتاريخ يؤكد أن شبيبة القبائل لم يحتفظ بمدربه لموسمين متتاليين منذ 1997 إلى 1999 (كمال مواسة)، وكانت العواقب وخيمة على النادي الذي فقد مركزه الريادي بين أندية شمال إفريقيا منذ بداية القرن الجديد. لذلك، مطالبة الجماهير بتنحية بن شيخة في هذه المرحلة تعد حماقة كبيرة، فالاستقرار على المدرب أهم عوامل النجاح.

إدارة شبيبة القبائل مُجبرة – لا مخيّرة – على مساندة المدرب المتواجد في الريادة بعد مرور سبع جولات، رغم بعض التعثرات المؤثرة، بنفس حصيلة فرق أكثر استقرارًا وجاهزية. فحتى الفريق الأغنى في الدوري الجزائري والأقوى في المواسم الخمسة الأخيرة (شباب بلوزداد) يحتل المركز الأخير حاليًا.

الجماهير بدورها مطالبة بشيء من العقلانية وعدم التسرع، ودعم الفريق في هذه الفترة الانتقالية الصعبة. فالأخطاء اُرتكبت بالفعل، إداريًا وفنيًا، وهذا أمر وارد، لكن الوضعية ليست كارثية بالنظر لحصيلة الفريق ومرتبته الحالية.

مباراة اتحاد الجزائر المقبلة مهمة لكنها ليست حاسمة، وعلى الفريق التحضير لها بأفضل صورة ممكنة، دون أن يكون المدرب تحت ضغط الإقالة. فالفوز على الاتحاد لا يعني التتويج بالدوري، مثلما لن تكون الخسارة نهاية المنافسة، في بطولة تشهد تقاربًا كبيرًا في المستوى بين كل الفرق. وستلعب بعض المعطيات والتفاصيل الفارق في المراحل الأخيرة من السباق.

في النهاية، الأمر يحتاج إلى الصبر والدعم من الجماهير والإدارة لبن شيخة في هذه الفترة الانتقالية، فالنجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها. والأهم هو أن شبيبة القبائل ما زالت متصدرًا للترتيب رغم بداية الموسم المتذبذبة، وهذا يعد إنجازًا في حد ذاته.

في أجواء احتفالية بالتزامن مع ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية، حقق نادي شبيبة القبائل فوزًا هامًا، ليقدم هدية ثمينة لجماهيره الوفيّة. المدرب عبد الحق بن شيخة، الذي عبر عن سعادته بهذا الانتصار، أكد أن الروح القتالية العالية التي ظهرت على اللاعبين كانت مفتاح الفوز، مشيرًا إلى أنه طلب منهم اللعب بذكاء ومخادعة المنافس.

أكد بن شيخة على عمق العلاقة التي تربطه بجماهير شبيبة القبائل، مشيرًا إلى إيمانهم المطلق بقدرات الفريق. وأكد المدرب المخضرم على أنه يدرك جيدًا المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن فريقه سيبذل قصارى جهده من أجل تحقيق المزيد من النجاحات.

وعن مستقبله مع الفريق، أبدى بن شيخة ثقة كبيرة في نفسه وقدراته، مؤكدًا أنه يمتلك خبرة طويلة في عالم التدريب، وأن أي تهديد للإقالة لن يؤثر عليه. وأضاف أن لديه العديد من الإنجازات التي تثبت كفاءته، وأن دعم الجميع له يعطيه قوة إضافية.

وجه بن شيخة رسالة طمأنة لجماهير شبيبة القبائل، مؤكدًا أن الفريق يحتاج إلى دعمهم المستمر في المرحلة القادمة، والتي ستشهد مباريات صعبة. ودعا الجماهير إلى التوحد خلف الفريق والوقوف إلى جانبه في جميع الظروف.

يعتبر هذا الفوز بمثابة دفعة معنوية كبيرة لشبيبة القبائل، خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي تشهدها البطولة. وقد أثبت بن شيخة من خلال تصريحاته أنه مدرب يتمتع بخبرة كبيرة وثقة بالنفس، وقادر على قيادة الفريق لتحقيق الأهداف المرجوة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *