وسط احتفاء الجماهير بنجومية عمورة وقف عيسى ماندي في الظل، ينسج ملاحم الصمود والوفاء للمجموعة. لم يكن ماندي اللاعب الأكثر ظهورًا في الإعلام، لكن كل من تابع البطولة عن كثب يدرك أنه كان ركيزة الفريق في أصعب اللحظات.
ضوء لا يخفت وسط الأزمات
ليلة الإقصاء أمام الكاميرون كانت نقطة مفصلية في مسيرة ماندي. لم يتخلَّ عن مسؤوليته كقائد، ولم يختبئ خلف الأعذار أو يصب اللوم على المدرب أو المجموعة. وقف متحدياً الغضب الشعبي، وواجه الشتائم بصدر مفتوح، ليؤكد أن القيادة ليست مجرد شارة.
الوفاء الذي يستحق مكافأة تاريخية
استمر ماندي لأكثر من عقد يحمل قميص المنتخب دون تردد، يضحي بمكانته لأجل استقرار الفريق. أخلاقه راسخة وحضوره في أرض الملعب كان الأصدق. لم يطلب المجد الشخصي، بل سعى لصنع لحظة جماعية لا تُنسى.
مونديال أخير… حلم مشروع لقائد لن يتكرر
المنتخب الجزائري أمام فرصة نادرة ليكرّم ماندي بنهاية تليق بمسيرته: المشاركة في كأس عالم أخير، وحلم قاري ينتظر الوفاء الحقيقي لا الأرقام الفردية. الخضر بحاجة لقيم القيادة التي رسخها ماندي جيلاً بعد جيل.
قد لا يكون ماندي النجم الأكثر بريقاً في عدسات الإعلام، لكنه حامل الشعلة الذي أبقى المنتخب واقفاً حين سقط الآخرون. في زمن البحث عن الشهرة السريعة، يبقى الوفاء والانضباط والصدق هي الصفات التي تستحق أن تُرفع فوق الأكتاف وتُكتب في سجل الأبطال.