قدم المدافع الجزائري عيسى ماندي أداءً مميزاً في مباراة نادي ليل أمام روما على ملعب الأولمبيكو، ضمن الجولة الثانية من الدوري الأوروبي، حيث نجح في إيقاف الهجمات الرومانية وكان حاضراً في أهم لحظات المواجهة.
استطاع ماندي إثبات جدارته الدفاعية منذ الدقائق الأولى، حيث ظهر بمستوى جيد ونجح في التمركز الصحيح والرقابة المحكمة على المهاجمين. في إحدى اللحظات الحاسمة، قام بإخراج الكرة من على الخط، منقذاً فريقه من هدف محقق، قبل أن يتولى مهمة توجيه زملائه بدقة وهدوء.
غير أن اللحظة الأكثر إثارة جاءت في الدقيقة 83، عندما لمس ماندي الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، مما تسبب في احتساب ركلة جزاء لروما. هذه اللمسة كادت تفسد كل ما قدمه اللاعب الجزائري من أداء متميز طوال المباراة.
لكن القدر شاء أن يبتسم لماندي وزملائه، حيث شهدت المباراة مشهداً درامياً نادراً في عالم كرة القدم. تكررت ركلة الجزاء ثلاث مرات متتالية بسبب تدخلات الفيديو وإعادة التسديد، وفي جميع المرات نجح الحارس التركي بيرك أوزير في صد الركلات، محطماً آمال روما في التعادل.
هذا الإنقاذ المتكرر من الحارس أعاد الروح لماندي الذي كان يعيش لحظات قلق شديد، خاصة أنه يدرك جيداً أن هذه الركلة كانت ستكلف فريقه نقاطاً ثمينة في مسيرة المجموعة. الإنقاذ الثلاثي لأوزير جعل من هذه المباراة واحدة من أكثر اللقاءات إثارة في الدوري الأوروبي هذا الموسم.
بعد انتهاء المباراة بفوز ليل، خرج ماندي من الملعب كفائز في ليلة مميزة، رغم اللحظة المؤلمة التي عاشها. الأداء العام للمدافع الجزائري كان إيجابياً جداً، وهو ما لم نره منه منذ فترة طويلة، حيث استطاع استعادة مستواه الذي عهدناه في أفضل أيامه مع المنتخب الوطني والأندية التي دافع عن ألوانها.
هذا الأداء المتألق يأتي في توقيت مثالي لماندي، خاصة مع اقتراب تجمع المنتخب الجزائري لمباراتي الصومال وأوغندا في تصفيات كأس العالم 2026. المدرب بيتكوفيتش سيكون سعيداً برؤية أحد ركائزه الدفاعية يستعيد بريقه في الوقت المناسب.
من جانب آخر، يؤكد هذا الأداء أن ماندي ما زال يملك الكثير ليقدمه، وأن خبرته وثباته الدفاعي سيكونان مهمين جداً في المرحلة المقبلة. رغم اللحظة المؤلمة التي عاشها بسبب لمسة اليد، إلا أن المدافع الجزائري خرج من هذه التجربة أقوى وأكثر ثقة.
النجاة من ركلات الجزاء الثلاث ستبقى محفورة في ذاكرة ماندي كلحظة تحول إيجابية، حيث تعلم أن الأخطاء قد تحدث حتى من أمهر اللاعبين، لكن المهم هو كيفية التعامل مع هذه الأخطاء والنهوض منها. هذا الدرس سيجعله أقوى في المباريات المقبلة، سواء مع ناديه أو مع المنتخب الوطني.