غموض يلف مستقبل بن ناصر وإنتظار إنقاذ من بيتكوفيتش

يتواصل الغموض حول مستقبل الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر قبل ثلاثة أسابيع فقط من إغلاق سوق الانتقالات الصيفية، وسط صراع بين ثلاثة خيارات: البقاء مع ميلان دون فرصة حقيقية للعب، العودة لمارسيليا، أو الانتقال للدوري السعودي.

أكدت التقارير الإيطالية والفرنسية أن نادي ميلان الإيطالي رفض بشكل قاطع العرض الجديد المقدم من أولمبيك مارسيليا لتجديد إعارة بن ناصر مع خيار الشراء. إدارة الروسونيري تُصر على بيع اللاعب نهائياً مقابل مبلغ يتراوح بين 12 و15 مليون يورو، رافضة المساهمة في راتبه المرتفع البالغ 4 ملايين يورو سنوياً.

هذا الموقف الصارم من ميلان دفع المدير الرياضي لمارسيليا مهدي بن عطية إلى الانسحاب من المفاوضات، مما زاد من تعقيد وضعية اللاعب الذي يجد نفسه عالقاً بين نادٍ لا يريده وسوق لا يتحرك بالوتيرة المطلوبة.

رغم الرفض القاطع، يبقى أولمبيك مارسيليا مهتماً بخدمات بن ناصر، خاصة بعد الهزيمة الأخيرة أمام رين والتي أعادت ملف تقوية خط الوسط إلى الواجهة. المدرب روبيرتو دي زيربي لا يزال يعتبر اللاعب الجزائري إحدى أولوياته لتعزيز التشكيلة قبل إسدال الستار على الميركاتو.

بن ناصر كان قد قدم أداءً جيداً خلال إعارته لمارسيليا في النصف الثاني من الموسم الماضي، حيث شارك في 12 مباراة وقدم تمريرتين حاسمتين، مما جعل الطاقم الفني يثق في قدراته على العطاء.

تقدم نادي الاتحاد السعودي بعرض رسمي لإدارة ميلان قيمته 10 ملايين يورو، مع استعداد للتفاوض على رفع المبلغ. لكن العقبة الأساسية باتت في تردد اللاعب نفسه الذي لم يجب على العرض رغم تصريحه السابق باهتمامه باللعب في الدوري السعودي.

هذا التردد أثار استغراب إدارة ميلان التي تحتاج لحسم الملف سريعاً، خاصة وأن بن ناصر استُبعد من تجمع الفريق في ميلانيلو ولم يرافق البعثة في جولتها الآسيوية، في إشارة واضحة لرغبة النادي في الانفصال عنه.

الوضع الحالي يضع بن ناصر في مفترق طرق حرج، حيث يخاطر بفرصه في الوجود مع منتخب الجزائر خلال الاستحقاقات القادمة، بداية من تصفيات كأس العالم في سبتمبر المقبل، ثم كأس الأمم الأفريقية بالمغرب.

مع ذلك، يترقب الشارع الكروي الجزائري قرار المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي قد يمنح بن ناصر فرصة العودة لأجواء “الخضر” في تربص سبتمبر، على غرار ما فعله مع يوسف عطال عندما كان دون فريق، مما قد يشكل ضغطاً إضافياً على اللاعب لحسم مستقبله سريعاً.

مع دخول سوق الانتقالات أسابيعه الأخيرة، تتضاءل خيارات بن ناصر يوماً بعد يوم. تغيير وكيل أعماله مؤخراً والتعاون مع وكالة “كا دي آس” البريطانية يعكس محاولة أخيرة لإيجاد حل مناسب والبقاء في أوروبا.

اللاعب الذي حمل شارة قيادة ميلان وتوج معه بالدوري الإيطالي في 178 مباراة، يجد نفسه اليوم خارج كل الحسابات، يتدرب مع الفريق الاحتياطي وينتظر بصمت عرضاً يعيده للواجهة الأوروبية.

تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير إسماعيل بن ناصر الذي انقلبت حياته المهنية رأساً على عقب بعد أن كان من نجوم أوروبا وأحد أبرز صناع الألعاب في القارة العجوز.