غويري يفوّت “الكان” للمرة الثانية على التوالي بسبب إصابة خطيرة

تعرض المهاجم الدولي الجزائري أمين غويري لإصابة صعبة ومعقدة خلال انتصار المنتخب الوطني على أوغندا 2-1 في ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، ضمن الجولة الختامية لتصفيات كأس العالم 2026. الإصابة جاءت نتيجة تدخل عنيف من حارس مرمى أوغندا سليم ماغولا في الدقائق الأخيرة من المباراة، مما يهدد مشاركة اللاعب في الاستحقاقات الكبرى القادمة.

وقعت الإصابة في لحظة حاسمة عندما كان غويري يحاول الوصول لكرة عالية في منطقة الجزاء الأوغندي، حيث تدخل الحارس ماغولا بقوة مفرطة ضارباً كتف اللاعب الجزائري بدلاً من الكرة. السقوط العنيف أدى إلى بقاء كلا اللاعبين ممددين على الأرض لعدة دقائق، قبل نقلهما على نقالات طبية إلى خارج الملعب.

المشهد المؤلم أثار قلق الجماهير الجزائرية، خاصة أن غويري ظل مستلقياً دون حركة لأكثر من عشر دقائق وسط تدخل الطاقم الطبي الذي ثبت كتفه الأيمن ووضع ضمادة حول رأسه. الحادثة تسببت أيضاً في احتساب ركلة جزاء للجزائر سجل منها عمورة هدف الفوز.

كشفت الفحوص الطبية الأولية عن تعرض أمين غويري إلى خلع في مفصل الكتف مصحوباً بإصابة في الرأس. المدرب بيتكوفيتش أكد خلال المؤتمر الصحفي أن “غويري تعرض لضربة قوية في الرأس والكتف”، مشيراً إلى ضرورة إجراء تشخيص دقيق لتحديد درجة خطورة الحالة.

المصادر الطبية أفادت لاحقاً أن حالة غويري تتطلب تدخلاً جراحياً خلال الأيام المقبلة، مع توقع غياب يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أشهر. هذه المدة تعني غيابه شبه المؤكد عن كأس أمم إفريقيا 2025 المقررة في المغرب من 21 ديسمبر إلى 18 يناير 2026.

تشكل هذه الإصابة ضربة قاسية للمنتخب الوطني والمدرب بيتكوفيتش، خاصة أن غويري يُعتبر من ركائز الخط الهجومي وكان ضمن الخطط الأساسية للاستحقاقات القادمة. اللاعب كان قد عاد بقوة مع مارسيليا هذا الموسم وسجل أول أهدافه قبل انضمامه لمعسكر المنتخب مباشرة.

إصابة غويري تزيد من أعباء بيتكوفيتش في اختيار القائمة النهائية لكأس الأمم، خاصة بعد تصريحاته حول صعوبة الاختيار بسبب المنافسة الشديدة على المراكز. فقدان مهاجم بقدرات غويري سيدفع المدرب للبحث عن بدائل أخرى في الخط الأمامي.

هذه الحادثة تجعل غويري يفوت كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية على التوالي بسبب الإصابة، بعد أن غاب عن نسخة كوت ديفوار 2024 لنفس السبب. خريج مدرسة أولمبيك ليون يواجه لعنة حقيقية مع البطولة القارية، حيث لم يتمكن من المشاركة فيها رغم مستواه المتميز مع المنتخب ونادي مارسيليا.

الإصابة تأتي في وقت حساس أيضاً لمارسيليا، الذي يحتاج لخدمات لاعبه في مواجهات مهمة قادمة في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا. غياب غويري لفترة طويلة سيؤثر على خطط المدرب روبيرتو دي زيربي الذي يعتمد على قدراته التقنية في بناء اللعب من الوسط.

هذه الإصابة تُذكر بهشاشة اللحظات الكروية وكيف يمكن لتدخل واحد أن يغير مسار موسم بأكمله، تاركاً غويري والجماهير الجزائرية في انتظار الأخبار الطبية النهائية التي ستحدد مستقبله مع المنتخب في المحافل القادمة.