في يوم عطلة، انتشرت بشكل واسع منشورات وأخبار تتغنى بأداء اللاعب الجزائري راميز زروقي مع ناديه توينتي في الدوري الهولندي، مشيرة إلى تحقيقه 3 تمريرات حاسمة خلال المباراة.
لكن مشاهدة دقيقة وملخص مطوّل للقاء كشف أن تلك الإحصائيات قد تكون مضللة بعض الشيء، حيث كانت التمريرات الثلاث عبارة عن ركنية، مخالفة، بالإضافة إلى تمريرة قصيرة من منتصف الملعب لمهاجم تمكن من المراوغة والتسديد.
إحصائيات مضللة وأداء متواضع
النقاد والمتابعون يرون أن اعتماد مثل هذه الأرقام فقط لتقييم مستوى لاعب لا يعكس الحقيقة الفنية، خاصة وأن مستوى المباراة كان منخفضًا بشكل عام. الملعب الصغير والمعشوشب صناعيًا وضع زروقي تحت ضغط متزايد مما أدى لخسارة عدة كرات في خط الوسط، وهو ما يثير تساؤلات عن مستوى جهوده وتأثيره الفعلي في اللقاء.
طموحات المنتخب ولا مجال للتراجع
مع اقتراب المنتخب الجزائري من خوض منافسات كبيرة مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2026، لا بد أن يرتفع سقف الطموحات ويتوافق الأداء مع قدرات الجزائر الكبيرة وطموحات شعبها العريضة. وجود لاعبين مميزين مثل عبدلي، بوداوي، وشايبي، إلى جانب عودة تدريجية لإسماعيل بن ناصر والنجوم الهجومية مازة وعوار، يعزز من فرص المنتخب في التقدم.
وهذا يعيد النقاش حول عدم التراجع خطوة إلى الوراء بمنح فرص كبيرة للاعبين قد لا يقدمون الإضافة المنتظرة أو لا يعكسون المستوى الفني الحقيقي على أرض الملعب.
الإحصائيات وتأثيرها السلبي على كرة القدم
يدعو هذا الموقف إلى إعادة النظر في الاعتماد الكلي على الإحصائيات كسلاح وحيد لتحليل اللاعبين، حيث يمكن لهذه الأرقام في بعض الأحيان أن تُدمّر قُدرة المتابعين والشركات الإعلامية على فهم واقع الأداء الفني بشكل صحيح. فالإحصائيات وحدها لا تكفي، ولا بد من تقييم شامل مبني على مشاهدة وتحليل مستفيض للمباريات.
الحديث عن تمريرات حاسمة لراميز زروقي يجب أن يُدرس في سياق المتعة الفنية والمساهمة الفعلية في المباريات، بعيدًا عن الانبهار بالأرقام مجرّدة. المنتخب الجزائري يملك نجومًا كثر استعدادًا لخوض غمار البطولات الكبرى، ويجب أن تكون الاختيارات مبنية على مستوى يجمع بين الجودة والفعالية، وليس فقط على مؤشرات إحصائية قد لا تروي القصة كاملة.


