فلاديمير بيتكوفيتش يدافع عن قراراته المثيرة: “لدينا 6 أو 7 لاعبين في نفس المناصب”

دافع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في الندوة الصحفية عقب فوز الجزائر على بوتسوانا 3-1، عن قراره المفاجئ بـاستبعاد إبراهيم مازة وأنيس حاج موسى من التشكيلة الأساسية للمباراة. وقال المدرب البوسني: “جميع اللاعبين مهمون بالنسبة لي، واختيار القائمة يكون حسب طبيعة المنافس. بالنسبة لحاج موسى ومازة، لدينا 6 أو 7 لاعبين في نفس المناصب، لذلك فضّلت استبعادهم من قائمة اليوم”.

رغم تبرير بيتكوفيتش، فإن هذا القرار أثار انتقادات شديدة من النقاد والخبراء الذين اعتبروه غير منطقي، خاصة مع الأداء الذي ظهر به الفريق في الشوط الأول. فوز مهم جداً، لكنه فوز وفقط، كما عبر عنه المحللون الذين رأوا في الأداء العام للمنتخب مؤشرات مقلقة رغم النتيجة الإيجابية.

المدرب الفائز عادة ما يكون في موقف قوة لتبرير خياراته، لكن الخيارات غير المنطقية تُحطمك عندما تتوقع منها الكثير، وما حدث مع جمال بلماضي في آخر نسختين من كأس إفريقيا يقدم درساً واضحاً في هذا السياق.

أن تترك إبراهيم مازة الذي يُفترض أن يلعب أساسياً، خارج القائمة، فهذا أمر غير مُبرّر إطلاقاً. لاعب باير ليفركوزن الألماني كان من المتوقع أن يكون أحد الركائز الأساسية في وسط الميدان، خاصة مع مستواه المتميز في الدوري الألماني والحاجة لصانع ألعاب حقيقي.

غياب مازة كان واضحاً في غياب تام لصانع الألعاب طوال المباراة، مما جعل الفريق يعتمد على المبادرات الفردية أكثر من اللعب الجماعي المنظم.

أن تستبعد أنيس حاج موسى لتعتمد على “سعيد بن رحمة” كجناح أيمن، فهذا هو قمة العبث. لاعب فينورد الهولندي الذي يتميز بسرعته وقدرته على المراوغة كان أولى بالمشاركة من بن رحمة الذي لم يقدم الإضافة المطلوبة على الجناح الأيمن.

كان محمد الأمين عمورة الحسنة الوحيدة في هذه المباراة، تماماً كما في المباريات الأخيرة. ببساطة، لأنه الأكثر تأثيراً، وجلب الفوز بهدف مهم وتمريرة حاسمة أهم في ذروة “الضعف”.

دفاع ثقيل جداً، وكأنك تشاهد مباراة أساطير تقدموا في العمر ويركضون بصعوبة. محمد أمين توغاي تحديداً قدم أداءً “سيئاً جداً”، مما يثير تساؤلات حول إمكانية الطمع في نتائج جيدة بكأس إفريقيا بالاعتماد عليه.

المباراة كشفت عن سيطرة عقيمة على الكرة، ودفاع هش، وغياب تام لصانع الألعاب، وأجنحة غير قادرة على صنع الفارق. هذه المشاكل الهيكلية تتطلب حلولاً جذرية وليس مجرد تبريرات.

لا أتوقع أن نرى اختلافاً جذرياً إلاّ بعد ضربة أخرى موجعة، ويستمر المسلسل الممل. هذا التحليل القاسي يعكس الإحباط من عدم الاستفادة من الإمكانيات الحقيقية للفريق والاستمرار في نفس النمط المتكرر.

رغم أن الفوز يُقربنا من المونديال، فإن مستوى الأداء يتطلب مراجعة جذرية للخيارات التكتيكية والفردية، خاصة مع اقتراب المباريات الحاسمة في التصفيات والاستحقاقات القارية المقبلة.

بيتكوفيتش نجح في تحقيق النتيجة المطلوبة، لكن الطريقة والأسلوب يحتاجان لإعادة نظر شاملة لضمان استمرار النجاحات وتجنب المفاجآت غير السارة في المستقبل.