لماذا يخشى بيتكوفيتش من اتصال ديشان بالنجم مراح ؟

فاجأ نادي أولمبيك ليون الجماهير الفرنسية والجزائرية بالإعلان عن تجديد عقد النجم الشاب خاليص مراح حتى صيف 2029، في خطوة تؤكد الثقة الكبيرة التي يوليها النادي الفرنسي لهذا الموهبة الاستثنائية.

اللاعب الجزائري-الفرنسي البالغ من العمر 18 عاماً، والذي وُلد في 24 فبراير 2007 في مايزيو قرب ليون ويحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، بات محور اهتمام الإدارة الليونية التي تراهن عليه كاستثمار مستقبلي واعد.

هذا التجديد المبكر والطويل المدى يأتي كرد فعل استباقي من إدارة ليون لحماية موهبتها من إغراءات الأندية الكبرى الأوروبية التي بدأت تتابع اللاعب بشغف كبير. النادي الفرنسي، المعروف بأكاديميته المتميزة التي أنجبت نجوماً مثل كريم بن زيما وريان شرقي ونبيل فقير، يرى في مراح الوريث الطبيعي لهذا التقليد العريق في صناعة المواهب.

لم يخف المدرب البرتغالي باولو فونسيكا إعجابه الشديد بأداء خاليص مراح خلال فترة الإعداد والمباريات الأولى للموسم. فونسيكا صرح في مؤتمر صحفي: “أنا سعيد جداً، راضٍ جداً عن عمل وشجاعة هذا اللاعب الشاب. الشباب لديهم صفات وتطوروا كثيراً هذا الأسبوع، لكن يجب أن نختار الوقت المناسب لإشراكهم”.

هذه الثقة تأكدت نهائياً بالإشادة العلنية من مدربه الجديد فونسيكا بعد مباراة هامبورغ، حيث أشاد “بشجاعته” و”شخصيته”. التكتيكي البرتغالي، الذي عُرف بقدرته على تطوير المواهب الشابة خلال مسيرته مع موناكو وميلان، يرى في مراح مشروعاً متكاملاً قادراً على تحمل ضغط المستوى العالي.

حظي مراح بإشادة خاصة من قائد الفريق كوريتان توليسو، الذي وصفه قائلاً: “خالص مراح أدهش الجميع. رأيته العام الماضي، وكان بإمكانك أن تقول بالفعل أنه شاب يتمتع بإمكانات هائلة ويتخذ الخيارات الصحيحة في كثير من الأحيان. الآن، ألعب معه منذ أوائل يوليو. إنه لاعب ذكي للغاية يتمتع بجودة فنية استثنائية”.

مراح، الذي انضم لأكاديمية ليون في يوليو 2016، وقع عقده المهني الأول في 24 فبراير 2025 في عيد ميلاده الثامن عشر، ويرتبط بالنادي حتى يونيو 2027 قبل التجديد الجديد حتى 2029. اللاعب الذي قاد فريق ليون تحت 19 عاماً كقائد خلال موسم 2024-25، قبل أن يتم دمجه مع الفريق الأول، بدأ يحصل على فرص اللعب تدريجياً مع الفريق الأول.

يتميز خاليص مراح بأسلوب لعب متنوع يجمع بين الذكاء التكتيكي والمهارة الفنية العالية. اللاعب يشغل مركز وسط الميدان المركزي ويفضل اللعب بقدمه اليمنى، ويتمتع برؤية تكتيكية متقدمة تفوق سنه الصغيرة. خلال فترة الإعداد، أبهر الجماهير والمتخصصين بأدائه اللافت، خاصة في مباراة ضد مايوركا التي انتهت بفوز ليون 4-0 وسجل فيها مراح هدفاً.

التحدي الوحيد الذي يواجهه اللاعب حالياً هو الجانب البدني، حيث يحتاج لتطوير لياقته البدنية ليتناسب مع متطلبات كرة القدم الاحترافية، لكن هذا ليس عائقاً مطلقاً ويمكن تطويره مع الوقت. قدراته التقنية والذهنية المتطورة تعوض هذا الجانب حالياً وتمكنه من المنافسة مع لاعبين أكثر خبرة.

يحمل خالص مراح الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، مما يفتح أمامه خيارات متعددة على المستوى الدولي. وضعه كلاعب يحمل إمكانات عالية وأداء مبشر في أحد أقوى الأندية الفرنسية يجعله محل اهتمام من اتحادي البلدين. الجزائر، التي تبحث باستمرار عن تجديد دماء منتخبها بمواهب شابة من الجيل الجديد المولود في أوروبا، ترى في مراح إضافة قيمة محتملة لخط الوسط.

من جانب آخر، فرنسا التي تمتلك عمقاً كبيراً في مراكز خط الوسط، قد تجد في مراح بديلاً مستقبلياً مثيراً للاهتمام. القرار النهائي سيعتمد على عوامل متعددة منها الفرص المتاحة في كل منتخب، والرؤية الشخصية للاعب، ومدى تطوره مع ليون في السنوات القادمة.

وأمام هذا الوضع يبدو و أن كل من الناخبين بيتكوفيتش و ديشامب سيطمحان لتأمين هذه الورقة الرابحة بشكل مستعجل .

إن تجديد عقد مراح حتى 2029 يعكس استراتيجية ليون في بناء فريق شاب قادر على المنافسة على جميع الأصعدة، مع إمكانية تحقيق عوائد مالية ضخمة من بيع اللاعب مستقبلاً إذا استمر في تطوره بهذا المستوى. النادي الذي يشتهر ببيع نجومه بمبالغ طائلة – مثل صفقات بن زيما ونديمبيلي وحتى ريان شرقي مؤخراً – يرى في مراح فرصة استثمارية ذهبية قد تحقق عوائد تفوق التوقعات.

النجاح الذي يحققه مراح حالياً، والثقة التي يوليها له المدرب والإدارة واللاعبون المخضرمون، تشير إلى أن ليون قد يكون أمام موهبة حقيقية قادرة على ترك بصمتها في عالم كرة القدم. الأشهر والسنوات القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا الاستثمار سيؤتي ثماره المرجوة.