لماذا يواصل غوارديولا استبعاد ريان آيت نوري؟
ريان آيت نوري لاعب مانشستر سيتي

دخل ريان آيت نوري، الدولي الجزائري، موسم 2025-2026 مع مانشستر سيتي بطموحات كبيرة، بعد انتقاله إلى بطل إنجلترا وكله عزم على فرض نفسه في الجهة اليسرى. ورغم مشاركته في أول ثلاث جولات بالدوري الإنجليزي الممتاز، تعرض لإصابة قوية في الكاحل أبعدته عن المنافسة وجعلته يغيب عن عشرة مباريات متتالية في البريميرليغ، ليطول غيابه عن المستطيل الأخضر رغم الانتظار الكبير من جماهير السيتي والمنتخب الجزائري.

شهدت قائمة مانشستر سيتي لمواجهة أستون فيلا، الأحد الماضي في الجولة التاسعة، استمرار غياب آيت نوري، رغم التحاقه حديثاً بالتدريبات الجماعية للفريق. هذا التأجيل أثار الاستغراب حول مدى الجاهزية البدنية للاعب، خصوصاً أن الطاقم الطبي في السيتي فضّل عدم المغامرة بإشراكه قبل التأكد من تعافيه التام. عودته المنتظرة لا تزال معلقة ما بين الحرص الطبي وقرار بيب غوارديولا الذي فضّل تثبيت الشاب نيكو أوريلي في مركز الظهير الأيسر.

لم تقتصر أزمات آيت نوري على الدوري المحلي، بل تكررت أيضا في دوري أبطال أوروبا، حيث تم استدعاؤه للسفر إلى إسبانيا لمواجهة فياريال دون أن يُقحم في أية دقيقة. هذا القرار أعطى مؤشرات على استمرار التحفظ الفني، وأعاد النقاش حول مستقبل اللاعب مع السيتي على المدى القريب، في ظل منافسة قوية من لاعبين شباب أثبتوا جدارتهم خلال فترة غيابه.

خارج أسوار “الاتحاد”، أصبح غياب ريان آيت نوري مقلقًا للشارع الجزائري والناخب الوطني، مع اقتراب تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا للأمم. حيث كان يعول عليه كحل دفاعي عصري يعطي إضافة قوية لـ”الخضر”، لكن الغياب المتكرر قد يؤثر على جاهزيته وحساسيته في المنافسة الدولية، ما يثير التساؤلات حول مدى استعداده لخوض المواجهات المصيرية خلال الفترة القادمة.

ترقب كبير يحيط بمسألة جاهزية ريان آيت نوري للعودة إلى منافسات السيتي والمنتخب معاً. يؤكد المقربون أنه يستعيد نسق التدريبات بشكل تدريجي، إلا أن قرار عودته للمنافسة الرسمية سيظل رهينا برؤية الجهاز الفني والسياسي في مانشستر سيتي للرجل المناسب في الوقت المناسب. ولكل عاشق جزائري تبقى مسألة فرض اللاعب لنفسه مرهونة بقوة شخصيته وقدرته على استثمار أي فرصة مستقبلية تعيده بسرعة إلى الواجهة.

يمر ريان آيت نوري بلحظة مفصلية في مسيرته الاحترافية، بين انتظار جماهيري جزائري ودعم إداري في السيتي وسؤال مشروع حول الجاهزية والثبات. ومع استمرار المنافسة على مركز الظهير في فريق يزخر بالنجوم، يبقى مستقبل آيت نوري مرهونًا بانضباطه واستعداده الذهني والبدني لتجاوز محنة الإصابة، واستعادة ثقة المدرب ودخول مرحلة جديدة قد تكون حاسمة لمسيرته في إنجلترا ومع “الخضر”.