ما علاقة إختفاء مبولحي مع استدعاء لوكا زيدان للمنتخب الوطني ؟
وهاب رايس مبولحي

تشهد أروقة ترجي مستغانم حالة من التوتر غير مسبوقة بفعل غياب الحارس الدولي الجزائري، رايس وهاب مبولحي، عن تدريبات الفريق بشكل متواصل ودون أعذار واضحة، الأمر الذي دفع المدرب نذير لكناوي للدعوة لتحويل مبولحي إلى المجلس التأديبي عقب خسارة الفريق الأخيرة أمام جمعية الشلف.

إذ أكد المدرب أنه لم يجد أي تفسير منطقي لتصرفات مبولحي، فبعد منحه إذنًا للغياب بسبب ظروف عائلية، عاد الحارس ليشارك في حصة واحدة ثم اختفى من جديد، غير مبالٍ بفترة الغياب التي تجاوزت حتى ما منح له من ترخيص رسمي.

يقف نادي ترجي مستغانم حاليًا أمام أزمة فعلية داخلية خاصة مع تكرار غيابات مبولحي وتحركاته غير المفهومة، في الوقت الذي يحتاج فيه الفريق للاستقرار الدفاعي والخبرات الدولية التي يتمتع بها الحارس المخضرم.

كشفت مصادر مقربة من النادي أن سبب الغياب الأخير لمبولحي يعود إلى رحلة مفاجئة إلى فرنسا قصد معالجة متاعب شخصية متراكمة تشمل أزمات مالية وضغط متزايد من هيئة الضرائب الفرنسية.

لم تتوقف القضية هنا، فقد واجه مبولحي أيضًا نزاعًا مع وكيل أعماله السابق الذي تقدم بشكوى لدى الفيفا طارحًا مطالب مالية عن عمولة انتقال سابقة.

هذه الانشغالات أدت إلى تدهور الحالة النفسية للحارس، ما انعكس سلبًا على التزامه مع ترجي مستغانم وخلق حالة من الإحباط والغضب دفعت ناديه للبحث في قرارات تأديبية قد تضع حدًا لاستمراريته مع الفريق.

في تطور لافت للأحداث، جاء قرار الاتحاد الجزائري بالاستعانة بحارس نادي غرناطة الإسباني، لوكا زيدان، وتغيير جنسيته الرياضية ليشعل فتيل أزمة جديدة في حياة مبولحي المهنية، حيث بات يشعر بالإحباط منذ أن أصبح خارج حسابات المنتخب الوطني الأول من بوابة كأس العرب بعد طول انتظار للفرصة.

فقد طلب بنفسه من البطاقم الفني إعفاءه من التربص الأخير للمنتخب المحلي في عنابة، وتزايدت المؤشرات على نيته الاعتزال في ظل تراجع حضوره الدولي وعدم استدعائه للمنتخب مع ظهور خيارات جديدة أمام الجهاز الفني الوطني.

الأزمات المتتالية التي يعيشها مبولحي تنذر بنهاية قريبة لمسيرة أحد أبرز الأسماء في تاريخ حراسة المرمى الجزائرية.

من جهة مشاكل النادي، وصولاً إلى الغيابات والانشغالات الشخصية، مرورًا بصدمة استدعاء لوكا زيدان، تتضح الصورة بأن الحارس يفكر جدياً في إعلان اعتزاله أو على أقل تقدير، إنهاء مسيرته مع ترجي مستغانم والمنتخب الوطني.

فهل تكون هذه الأزمة مرحلة الوداع أم أن الأسطورة سيعلن عودته بقوة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

و تكشف قضية غياب مبولحي عن تعقيدات داخلية في ترجي مستغانم، وتلقي الضوء على مدى تأثير القرارات الفنية للمنتخب الوطني على مستقبل النجوم القدامى، مع ترك الجماهير والمتابعين أمام مشهد مفتوح على متعدد السيناريوهات، أبرزها احتمالية اعتزال الحارس أو اتخاذ إجراءات إدارية حاسمة من النادي. وبقي التساؤل: هل كان استدعاء لوكا زيدان الشرارة التي عجلت بالخروج النهائي لمبولحي من مسرح كرة القدم الجزائرية؟.