في تطور لافت للانتباه، أعلن نادي ترجي مستغانم عن تعاقده الرسمي مع الدولي الجزائري السابق رايس وهاب مبولحي بعد غياب عن الملاعب لمدة عام ونصف، في خطوة مفاجئة تعيد الحارس الأسطوري إلى الأضواء وسط أزمة حقيقية تعصف بمركز حراسة مرمى المنتخب الوطني.
علم موقع الجزائر سبورت مباشر من مصادر مطلعة ومقربة من محيط الحارس وهاب رايس مبولحي عن أمله في مواصلة اللعب على الرغم من تقدمه في السن، ونفي اللاعب لمقربيه أن يكون قرر الاعتزال الدولي حسبما يتم الترويج له. هذا التصريح يأتي في وقت حرج يشهد فيه مركز حراسة المنتخب الوطني أزمة غير مسبوقة تستدعي حلولاً عاجلة.
عودة محسوبة بعد رحلة علاج طويلة
غاب رايس مبولحي عن الملاعب لمدة موسم ونصف بسبب إصابة بكسر مضاعف، وهي الإصابة التي أبعدته عن الأنشطة الكروية وجعلته يخوض رحلة علاج وتأهيل صعبة. إن عودته مع ترجي مستغانم تمثل تحدياً كبيراً للاعب البالغ من العمر 39 عاماً، والذي يسعى لإثبات أنه ما زال قادراً على العطاء في أعلى المستويات.
وأكد مبولحي أنه يعمل على إثبات العكس خاصة بعد توقيعه مع ترجي مستغانم لتكون له تجربة ثانية في الدوري الجزائري، بعد سابقتها مع شباب بلوزداد. هذا القرار يعكس إصرار الحارس على العودة بقوة ورفضه الاستسلام لتحديات السن والإصابة.
أزمة حقيقية تعصف بحراسة المنتخب الوطني
تأتي هذه التطورات في وقت يعيش فيه مركز حراسة مرمى المنتخب الوطني أزمة حقيقية بالنظر إلى المستوى، فضلاً عن وضعية الحراس الثلاثة الحاليين. الوضع الراهن يضع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في مأزق حقيقي قبل المواجهات الحاسمة في تصفيات كأس العالم 2026.
وضعية الحراس الحاليين:
أنطوني ماندريا – الحارس الأساسي: يلعب حالياً في الدرجة الثالثة الفرنسية بعد نزول ناديه كون، وهو مستوى لا يليق بحارس المنتخب الوطني. خسر ثقة مدرب منتخب الجزائر بعد الأداء المخيب خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة.
ألكسندر أوكيدجة: تعرض لإصابة خطيرة بتمزق في الرباط الصليبي وتلف في الغضروف، مما سيبعده عن الملاعب لفترة طويلة وعن المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة.
أليكسيس قندوز: انضم حديثاً إلى مولودية الجزائر قادماً من الدوري الإيراني المتواضع، ولا يتمتع بالجاهزية الكاملة.
جدول الوضعية الحالية لحراس المنتخب
الحارس | النادي الحالي | المستوى | الوضعية |
---|---|---|---|
أنطوني ماندريا | كون الفرنسي | الدرجة الثالثة | فقدان الثقة |
ألكسندر أوكيدجة | فوتبال كلوب الصربي | إصابة طويلة | خارج الخدمة |
أليكسيس قندوز | مولودية الجزائر | قادم من إيران | عدم الجاهزية الكاملة |
رايس مبولحي | ترجي مستغانم | عائد من إصابة | يسعى للعودة الدولية |
قواوي : عودة مبولحيحل و مخاطرة
وجه مخراج الحارس الدولي السابق لوناس قواوي نداءً للناخب بيتكوفيتش للاهتمام بالحراس المحليين ومنحهم الفرصة، في إشارة إلى ضرورة البحث عن حلول محلية للأزمة الراهنة. بشأن عودة الحارس مبولحي، تحفظ قواوي على ذلك كونه في العمر 39 سنة، معتبراً إياها مخاطرة لكن قد تكون حلاً مؤقتاً في ظل الأزمة الحالية.
هذا التحفظ مبرر من الناحية الفنية، لكن الوضع الاستثنائي الذي يمر به المنتخب قد يتطلب حلولاً استثنائية. خبرة مبولحي الدولية الواسعة وتجربته في المحافل الكبيرة قد تكون العامل الحاسم في هذه المرحلة الحرجة.
إنجازات مع المنتخب
يُعد رايس وهاب مبولحي أحد أبرز حراس مرمى “الخُضر” خلال العقد الأخير، حيث ارتبط اسمه بمحطات تاريخية للمنتخب الجزائري، أبرزها تألقه في كأس العالم 2014 في البرازيل. كما شارك في نهائيات أمم إفريقيا عدة مرات وكان جزءاً من الجيل الذهبي الذي حقق إنجازات مهمة للكرة الجزائرية.
مبولحي، الذي دافع عن ألوان المنتخب في أكثر من 70 مباراة دولية، يحمل في جعبته تجربة غنية في أقوى الدوريات الأوروبية والعالمية. هذه الخبرة الواسعة تجعله خياراً جدياً في ظل النقص الواضح في مركز حراسة المرمى.
تحدي العودة الدولية
تواجه عودة مبولحي للمنتخب الوطني عدة تحديات، أولها السن المتقدمة والحاجة إلى إثبات اللياقة البدنية والفنية بعد غياب طويل. يرى نفسه قادراً على العودة لمنتخب الجزائر والمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب، وهو ما يعكس ثقته الكبيرة في قدراته.
من ناحية أخرى، الأزمة الحالية في مركز الحراسة تفتح الباب أمام عودة محتملة، خاصة مع اقتراب مواعيد حاسمة في تصفيات كأس العالم 2026 وكأس أمم إفريقيا 2025. تعد تراجع مستويات أنتوني ماندريا مشكلة جديدة لبيتكوفيتش، مما يستدعي البحث عن بدائل عاجلة.
خيارات بيتكوفيتش
يواجه المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش معضلة حقيقية في اختيار الحارس الأساسي للمباريات المقبلة. لم يكن بيتكوفيتش راضياً عن أداء أنتوني ماندريا،خاصة بعد تلقيه رباعية كاملة في مباراة السويد خلال تربص جوان الماضي.
هذا الوضع يضع مبولحي كخيار جدي، خاصة إذا أثبت جاهزيته مع ترجي مستغانم في المباريات القادمة. الحاجة الماسة لحارس موثوق ومجرب قد تجعل من عودة الحارس الأسطوري ضرورة أكثر من كونها مجرد خيار.
التوقيت الحاسم
تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث يستعد المنتخب الجزائري لمواجهات حاسمة في تصفيات كأس العالم 2026، بالإضافة إلى الاستعداد لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب. هذه المواعيد المهمة تتطلب استقراراً في مركز حراسة المرمى، وهو ما يفتقده المنتخب حالياً.
القرار النهائي سيعود لبيتكوفيتش والطاقم الفني، لكن الوضع الراهن يشير إلى أن جميع الخيارات مفتوحة، بما في ذلك العودة المحتملة لمبولحي. النجاح في هذا الملف سيكون حاسماً في تحديد مسار المنتخب في المحافل القادمة.