منتخب الجزائر النسوي يودع بطولة أمم إفريقيا 2025

غادر منتخب الجزائر النسائي لكرة القدم بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، التي تستضيفها المغرب، بعدما خسر أمام نظيره الغاني في ربع النهائي عبر ضربات الترجيح، التي أُجريت بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي 0-0. جرت المواجهة مساء اليوم السبت 19 يوليو 2025 على ملعب بركان، وسط ترقب كبير من الجماهير الجزائرية التي كانت تطمح في مواصلة المشوار التاريخي للفريق.

على الرغم من الخروج المبكر، تبقى مشاركة المنتخب الجزائري حدثًا بارزًا، حيث حقق إنجازًا تاريخيًا ببلوغه دور الثمانية لأول مرة في تاريخه، مدعومًا بأداء دفاعي صلب لم يتلقَ خلاله أي هدف في أربع مباريات، لكنه سجل هدفًا وحيدًا فقط.

شهدت رحلة “الخضر” في البطولة تقدمًا ملحوظًا، حيث تأهل الفريق من المجموعة الثانية بعد فوزه على بوتسوانا 1-0 وتعادله مع نيجيريا 0-0، مما عزز من ثقته قبل الدخول إلى ربع النهائي. المنتخب، الذي قاده المدرب فريد بن ستيتي، أظهر تنظيمًا دفاعيًا استثنائيًا، حيث حافظ على شباكه نظيفة خلال جميع المباريات الأربع، لكن عجزه عن تسجيل أهداف إضافية كان العامل الحاسم في الحسم عبر ركلات الترجيح. هذا الأداء الدفاعي يعكس تطورًا كبيرًا في الكرة النسائية الجزائرية، التي بدأت تفرض نفسها على الساحة القارية رغم محدودية الخبرة.

في المباراة ضد غانا، اعتمد المنتخب الجزائري على خط دفاع متماسك أمام هجوم غاني قوي، لكن الفرص القليلة التي خلقها المهاجمون لم تكفِ لتغيير مجرى اللقاء. استمر التعادل السلبي حتى نهاية الوقت الأصلي والإضافي، مما دفع المباراة إلى ركلات الترجيح، حيث برزت دقة اللاعبات الغانيات في حسم النتيجة. الخسارة لم تُطمس إنجاز الوصول إلى ربع النهائي، لكنها أبرزت الحاجة إلى تعزيز الجوانب الهجومية لضمان المنافسة في الأدوار القادمة.

على الرغم من الخروج من البطولة، تبقى مشاركة المنتخب الجزائري نقطة تحول في تاريخ الكرة النسائية بالبلاد. الصلابة الدفاعية التي أظهرتها الفرقة أثبتت أن الجزائر قادرة على بناء قاعدة قوية، لكن التحدي يكمن في تطوير القدرات الهجومية وتعزيز الخبرة الدولية. الجماهير الجزائرية، التي أبدت دعمًا كبيرًا، تتطلع إلى استمرار هذا الزخم في المستقبل، مع أمل في أن تكون هذه الخطوة الأولى نحو إنجازات أكبر في النسخ القادمة، خاصة مع استثمارات متزايدة في القطاع الرياضي النسائي.