استعد السيلي الوطني الغيني لمواجهة المنتخب الجزائري بعد فوزه الثمين على الصومال بثلاثية نظيفة، ليصبح جاهزاً لخوض معركة البقاء في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء. المواجهة التي تحمل طابعاً مصيرياً للطرفين، تُعيد للأذهان تاريخاً طويلاً من المواجهات المثيرة بين المنتخبين، حيث شكّل المنتخب الغيني تاريخياً عقبة حقيقية في طريق “الخضر”.
التحليل التكتيكي: خطة دوارتي لإحراج الجزائر
تكتيكياً، يعتمد منتخب غينيا تحت قيادة المدرب البرتغالي باولو دوارتي على تشكيلة 4-2-3-1، يتصدرها النجم غيراسي في مقدمة الهجوم. خلفه يتحرك كامارا وبالدي الموهبة الصاعدة، بينما يتمركز سيلا لاعب ضمك السعودي على الجهة اليسرى، وهو صاحب الهدف الأول في مرمى ماندريا خلال مواجهة الذهاب.
يمتاز المنتخب الغيني بالتحولات السريعة والقدرة على بناء هجمات منظمة بفضل القدرات الفنية لعناصره، لكنه يُظهر هشاشة دفاعية واضحة قد تستغلها الجزائر لحسم اللقاء. هذا التناقض في الأداء يجعل من غينيا فريقاً خطيراً لكن غير مستقر تكتيكياً.
التاريخ يتحدث: غينيا “شوكة” في حلق الخضر
تاريخياً، يُعتبر منتخب غينيا منافساً عنيداً وصعباً للجزائر. آخر انتصار جزائري مقنع على “السيلي” كان في عهد جمال بلماضي بثلاثية نظيفة في ثُمن نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر. قبلها، حقق لوكاس ألكاراز فوزاً ودياً بهدفين لهدف في ملعب البليدة صيف 2017.
أما الذكريات المؤلمة، فتعود لعام 2015 عندما تسبب الفوز الغيني في رحيل المدرب كريستيان غوركوف، بعد هزيمة مدوية في ملعب 5 جويلية أشعلت فتيل الأزمة وأدت لاستقالته في مارس 2016. لكن الصدمة الأكبر كانت في يونيو 2007، عندما صعقت ثنائية مونصاري – فايندونو مئة ألف متفرج في ملعب 5 جويلية، وأقصت الجزائر من كأس أمم أفريقيا 2008 في عهد المدرب جان ميشيل كفالي بسيناريو كارثي.
هل سيثأر بيتكوفيتش لهزيمة غينيا ؟
يواجه المدرب فلاديمير بيتكوفيتش تحدياً حقيقياً في إيجاد الحلول التكتيكية المناسبة لتحييد خطورة الهجوم الغيني. المنظومة الدفاعية الحالية للجزائر تبدو هشة أمام سرعة وحيوية سيلا وغيراسي، مما يتطلب ثورة تكتيكية حقيقية لضمان الفوز والتأهل.
المدرب البوسني، الذي لم يتعرض للهزيمة بعد منذ توليه مسؤولية المنتخب، سيخوض أصعب اختباراته أمام فريق هزم الجزائر في عقر دارها وأثبت قدرته على صنع المفاجآت. النجاح في هذه المهمة سيعزز من مكانة بيتكوفيتش ويؤكد قدرته على قيادة الجزائر نحو مونديال 2026.
المواجهة في الدار البيضاء لن تكون مجرد مباراة كرة قدم، بل معركة تكتيكية ونفسية بين مدرب يحمل طموحات شعب بأكمله وآخر يسعى لتحقيق المعجزة وإفشال حلم الخضر في التأهل المبكر.