أثبت ريال مدريد جدارته كبطل لقمة الكرة الإسبانية بعد تفوقه في آخر كلاسيكو على غريمه برشلونة بنتيجة 2-1 خلال قمة الجولة العاشرة من الليغا لموسم 2025-2026، في سهرة كروية على أرض سانتياغو برنابيو مملوءة بالترقب والتنافس. في مباراة كانت اختباراً لتكتيك تشابي ألونسو وصلابة عقلية اللاعبين، أظهر “الملكي” وجهه الأشرس دفاعاً وهجوماً، فسيطر في لحظات، وتألق في التحولات، وحسم التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في الكلاسيكو الحقيقي.
هيمنة بيضاء في الشوط الأول
دخل ريال مدريد اللقاء بتركيبة هجومية جريئة تضمنت مبابي، فينيسيوس، وجولر خلفهم بيلينغهام وفالفيردي، فكان الضغط منذ الثواني الأولى عنوان الشوط الأول. رجال ألونسو نجحوا في فرض إيقاعهم واسترجاع الكرة بسرعة، مع تحميل اللعب على الأطراف حيث تألق فينيسيوس بمراوغاته وتحركاته النشيطة. مبابي افتتح التسجيل في الدقيقة 22 مستغلاً تمريرة سحرية من بيلينغهام ليحسم المرحلة الأولى من التفوق المدريدي.
ورغم تراجع ملحوظ بعد الهدف سمح لبرشلونة بالعودة، إلا أن دفاع مدريد — بقيادة ميليتاو — كان يقظاً في التعامل مع محاولات راشفورد ويامال، فغابت الخطورة الكتالونية من العمق، واضطر البارسا للاعتماد على الأطراف في ظل غياب رافينيا وليفاندوفسكي عن التشكيلة الأساسية.
جدول ملخص الأهداف
| الفريق | الأهداف | الدقيقة |
|---|---|---|
| ريال مدريد | كيليان مبابي | 22′ |
| برشلونة | فيرمين لوبيز | 38′ |
| ريال مدريد | جود بيلينغهام | 43′ |
برشلونة بلا حلول… ومدريد يحسم بالعبقرية
ظهر برشلونة أقل خطورة من المعتاد بعد أن تأثر بغيابات حاسمة في خط الهجوم. فغياب ليفاندوفسكي حرمه من السند الهجومي القوي، فيما افتقد رافينيا للسرعة في التحولات. اعتمد تشافي على عناصر أخرى مثل راشفورد الذي عانى كثيراً أمام رقابة ميليتاو، في حين كان لامين يامال معزولاً معظم الوقت، وفشلت كل محاولاته أمام التغطية الثنائية لفالفيردي وكامافينغا. في المقابل استفاد الريال من حالة التخبط، وضرب مجدداً في الدقيقة 43 عبر بيلينغهام الذي استغل كرة ساقطة داخل المنطقة ليعيد التقدم للملكي قبل الاستراحة.
عبقرية ألونسو وقراءة الشوطين
أدار ألونسو الأمور بذكاء جديد على الكلاسيكو. الفرقة المدريدية قدمت واحدة من أقوى عروضها في التحول السريع بين الدفاع والهجوم، بفضل أدوار مزدوجة لبيلينغهام وكامافينغا في إغلاق وسط الميدان، وتحويل اللعب بسرعة نحو فينيسيوس أو جولر. الضغط العالي من الثلاثي الأمامي منع برشلونة من الخروج المريح بالكرة، بينما تولى الأطراف مهمة عزل يامال وتضييق الخناق على مفاتيح البارسا.
في الشوط الثاني، لم يتخلى ريال مدريد عن الحذر، بل حافظ على التوازن الدفاعي، وألغى الحكم هدفاً لمبابي بداعي التسلل، ثم أهدر النجم الفرنسي ركلة جزاء وهو ما أخرج برشلونة لمزيد من التحرر الهجومي مع الإبقاء على اليقظة الدفاعية من جانب كورتوا وحائط ميليتاو–ألابا
أرقام وإحصائيات آخر مباراة كلاسيكو في 2025
- الاستحواذ: 52% لريال مدريد مقابل 48% لبرشلونة.
- التسديدات: 17 لريال مدريد (8 على المرمى)، مقابل 11 لبرشلونة (4 على المرمى).
- دقة التمرير: 88% لريال مدريد، 89% لبرشلونة.
- ركلات ركنية: 6 لصالح ريال مدريد مقابل 5 لبرشلونة.
- إنذارات: حاسمة في الدقيقة 90+9 بعد طرد بيدري (برشلونة).
تحليل
هذا الفوز المهم لريال مدريد يُعيد له هيبته في الكلاسيكو بعد سلسلة هزائم أمام برشلونة في المواسم السابقة، كما أن شخصية الفريق ظهرت في كيفية إغلاق المساحات وفرض أسلوب اللعب الذكي خصوصاً في الشوط الثاني. ألونسو قدم واحدة من أكبر محاضراته التكتيكية في المواجهات الكبرى.

ويكفي الإشارة إلى أن الجماهير خرجت مطمئنة على مستقبل النادي، بعد أن أثبت نجوم الفريق الجدد — مبابي وبيلينغهام — جدارتهم في حسم القمم وتأكيد أن ريال مدريد بات يتمتع بتوليفة تملك المواهب والشخصية والطموح لتحقيق المزيد سواء في الدوري أو دوري الأبطال.
ملخص الترتيب بعد الكلاسيكو
| الترتيب | ريال مدريد | برشلونة |
|---|---|---|
| النقاط | 27 | 22 |
| المركز | الأول | الثاني |
| فارق الأهداف | +12 | +7 |
خلاصة القول: الكلاسيكو الأخير لم يكن مجرد مباراة، بل كان درساً جديداً في الذكاء التكتيكي، المباراة التي “يكتبها التاريخ ويعيد مشاهدتها الملايين”؛ ريال مدريد انتصر بعقل ألونسو وروح مقاتليه، بينما غادر برشلونة برؤوس محنية، منتظراً عودة نجومه ليبدأ مسار تصحيح جديد في الأسابيع المقبلة.


