تدور في الأوساط الرياضية الجزائرية مغالطة كبيرة حول اللاعب نسيم الغول، نجم شباب قسنطينة الحالي، حيث ينتشر اعتقاد خاطئ يصوره كـ”لاعب من دوري الأحياء يتلاعب بلاعبين محترفين في البطولة المحلية“. هذا التصوير المضلل يحتاج إلى تصحيح جذري يكشف الحقيقة الكاملة لمسيرة هذا اللاعب المتميز.
الخلط بين الواقع والخيال
صحيح أن نسيم الغول شارك في إحدى الدورات الشعبية المعروفة في فرنسا، وهي “كأس أمم إفريقيا للأحياء”، لكن هذا لا يعني أبداً أنه مجرد لاعب شوارع كما يروج البعض. هذه المشاركة كانت جزءاً صغيراً من مسيرة احترافية طويلة امتدت عبر عدة دول أوروبية.
مسيرة احترافية حقيقية في أوروبا
اللاعب البالغ من العمر 28 سنة بنى مسيرة احترافية حقيقية في القارة العجوز، حيث لعب في أندية محترفة متعددة عبر بلدان مختلفة. آخر محطاته الأوروبية كانت في الدرجة الثانية السويسرية مع فريق بيلانزونا، حيث قدم موسماً جيداً على الصعيد الشخصي وأثبت قدراته الفنية العالية.
التجربة الإنجليزية والفرنسية
خاض الغول تجربة مهمة في إنجلترا، حيث لعب لعدة أندية في مختلف المستويات، مما أكسبه خبرة قيمة في أحد أقوى الدوريات الأوروبية وأكثرها تنافسية. هذه التجربة الإنجليزية صقلت مهاراته البدنية والتكتيكية بشكل كبير.
كما لعب في فرنسا لعدة أندية، من بينها نادي كليرمون فوت الذي ينشط حالياً في الدرجة الثانية الفرنسية، بالإضافة إلى ليون لاديشار. هذه التجارب الفرنسية أكسبته فهماً عميقاً للعبة الأوروبية وطرق اللعب المتطورة.
النجومية في الدوري الجزائري
يخطف نسيم الغول الأنظار حالياً بمستواه المتميز مع النادي الرياضي القسنطيني في موسمه الأول بالدوري الجزائري. مهاراته الفنية العالية ومراوغاته الاستعراضية التي صقلتها سنوات الاحتراف الأوروبي تجعله يبرز بوضوح في البطولة المحلية.
اللاعب يشغل مركز الوسط المهاجم ويُعتبر من أبرز صناع الألعاب في الدوري الجزائري حالياً. قدراته على المراوغة وصناعة الفرص تذكر بأسلوب اللاعبين الأوروبيين المحترفين، وهو أمر طبيعي نظراً لخبرته الطويلة في القارة العجوز.
تصحيح الصورة النمطية
المغالطة الشائعة حول نسيم الغول تعكس مشكلة أعمق في طريقة تقييم المواهب في الجزائر، حيث يُحكم على اللاعبين بناءً على معلومات ناقصة أو مضللة. الحقيقة أن الغول لاعب محترف بكل معنى الكلمة، تراكمت خبراته عبر سنوات من اللعب في مستويات متقدمة في أوروبا.
قصة نسيم الغول تذكرنا بأهمية التحقق من المعلومات قبل إطلاق الأحكام. اللاعب الذي يُتهم بأنه “من دوري الأحياء” هو في الواقع محترف مخضرم صقلته التجارب الأوروبية المتنوعة، وعاد للجزائر ليثبت أن المستوى الحقيقي لا يُخفى مهما حاول البعض تشويه الصورة.
هذا المستوى الاستثنائي الذي يقدمه الغول في الدوري الجزائري ليس مفاجأة أو صدفة، بل هو نتيجة طبيعية لسنوات من الاحتراف والتطوير المستمر في أوروبا، مما يجعله إضافة حقيقية للكرة الجزائرية ونموذجاً يُحتذى به للاعبين الشباب.