يستعد المنتخب الوطني الجزائري لخوض مواجهة قوية أمام منتخب موزنبيق تكشف عن مدى تطوره الكروي تحت قيادة المدرب شيكينيو كوندي، الذي يحمل في جعبته خبرة طويلة كلاعب في الملاعب البرتغالية، حيث دافع عن ألوان أندية كبرى مثل سبورتينغ لشبونة وبراغا. هذه التجربة لم تكن مجرد محطات عابرة في مسيرته، بل كانت بمثابة الأساس الذي بنى عليه فلسفته التدريبية، مستلهماً أسلوب المدرسة البرتغالية التي تعتمد على التنظيم التكتيكي والمرونة في الأداء.
طريقة لعب موزنبيق: التوازن والتحول السريع
يعتمد شيكينيو في قيادة “الأفاعي السوداء” -كما يُلقب المنتخب الموزنبيقي- على نظام 4-2-3-1، وهو تشكيل يمنح الفريق توازناً مثالياً بين الدفاع والهجوم. هذا النظام يعكس رؤية المدرب في تحقيق الاستقرار الدفاعي دون التضحية بالطموح الهجومي، حيث يبرز الاعتماد الكبير على القوة البدنية للاعبين، التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم، والانتشار الجيد في أرجاء الملعب. الفريق لا يكتفي بالدفاع العميق، بل يسعى لبناء الهجمات من الخلف عبر تمريرات قصيرة وسريعة، مع استغلال المساحات خلف خطوط الخصم بكرات طولية دقيقة أو هجمات مرتدة خاطفة تعتمد على سرعة الأجنحة.
وعي تكتيكي وكرة قدم ممتعة
على الرغم من غياب الأسماء اللامعة في صفوف المنتخب -باستثناء رينيلدو ماندافا، نجم أتلتيكو مدريد-، إلا أن موزنبيق تتميز بوعي تكتيكي لافت، وهو ما يجعلها خصماً صعب المراس. الفريق يقدم كرة قدم حديثة وجميلة، تجمع بين البناء المنظم من الخلف، التمرير السريع، والضغط على الخصم في العمق وعلى الأطراف. الأجنحة السريعة تُعد أحد أبرز أسلحة المنتخب، حيث يتم استغلالها لخلخلة دفاعات المنافسين وخلق فرص تهديفية.
اختبار حقيقي لبيتكوفيتش وأشباله
في مواجهة منتخب مثل موزنبيق، يجد المدرب فلاديمير بيتكوفيتش نفسه أمام تحدٍ مختلف عن مباراة بوتسوانا السابقة. بيتكوفيتش، الذي أظهر مرونة تكتيكية وقدرة على قراءة الخصوم، خاصة في الأشواط الثانية من المباريات، سيحتاج إلى خطة محكمة للتعامل مع فريق يمتلك هذا القدر من التنظيم والسرعة في التحولات. المباراة لن تكون مجرد لقاء عادي، بل معيار حقيقي لقياس قدرات فريقه أمام منتخب يجمع بين الصلابة والإبداع.
منتخب موزنبيق ليس مجرد فريق يعتمد على الحماس أو المفاجآت، بل هو تجسيد لفكر كروي متطور يحمل بصمة المدرسة البرتغالية بقيادة شيكينيو كوندي. مواجهته ستكون بمثابة فرصة لعشاق اللعبة لمشاهدة كرة قدم ممتعة وذكية، وربما تكون بداية لتسليط الضوء على هذا المنتخب الطموح في الساحة الإفريقية.
التعليقات