يُعتبر يوسف بلايلي من اللاعبين الذين يثيرون جدلاً واسعاً حول سلوكهم المهني، لكن تجربته مع المنتخب الجزائري تحت قيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش تحكي قصة مختلفة تماماً. فعلى خلاف ما يُروج بشأن بلايلي في مستوى الأندية، يُبدي اللاعب التزاماً وانضباطاً كبيراً في المنتخب الوطني، مما يطرح تساؤلات حول قدرة بيتكوفيتش على “ترويض” هذا النجم المتمرد.
الانضباط الكامل تحت قيادة بيتكوفيتش
تشهد مصادر المنتخب الوطني على التزام بلايلي الكامل بالتوقيتات والقوانين المعمول بها في التربص. دخل التربص في الوقت المحدد دون أي تأخير، كما أنه يتواجد في ملعب التدريبات قبل الجميع، مما يعكس جدية واحتراماً كبيراً لقميص المنتخب والمسؤوليات المترتبة عليه.
تحول جذري في السلوك المهني
هذا التحول في سلوك بلايلي ليس عارضاً، بل يعكس فهماً عميقاً لأهمية تمثيل الوطن. اللاعب الذي طالما كان محل انتقادات بسبب تصرفاته في الأندية، أصبح مثالاً يُحتذى به في الانضباط والاحترافية عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الجزائري. هذا التغيير يؤكد أن بعض اللاعبين يجدون في قميص المنتخب دافعاً إضافياً للتفوق والالتزام.
عودة مدروسة بعد غياب طويل
بعد غياب دام أكثر من عام عن صفوف “الخضر”، عاد بلايلي إلى المنتخب في مارس 2025 بدعوة من بيتكوفيتش. هذه العودة جاءت بعد أدائه المتميز مع الترجي التونسي حيث سجل 13 هدفاً وقدم 13 تمريرة حاسمة في 24 مباراة، مما شكل ورقة ضغط على الناخب الوطني لإعادة استدعائه
يبدو أن المدرب السويسري نجح في إيجاد الطريقة الصحيحة للتعامل مع شخصية بلايلي المعقدة. استطاع بيتكوفيتش خلق بيئة تحفيزية تجعل اللاعب يقدم أفضل ما لديه دون التورط في مشاكل انضباطية. هذا النجاح في “ترويض” بلايلي يعكس مهارات إدارية عالية وفهماً عميقاً لنفسيات اللاعبين.
رسالة للأندية والمدربين
تجربة بلايلي مع المنتخب تحت قيادة بيتكوفيتش ترسل رسالة واضحة: اللاعبون المشاكسون قد يحتاجون فقط للنهج الصحيح في التعامل معهم. النجاح في استخراج أفضل ما لدى بلايلي يؤكد أن المشكلة ليست دائماً في اللاعب، بل قد تكون في طريقة الإدارة والتحفيز.
مع المنتخب، حقق بلايلي إنجازات مهمة منها كأس أمم أفريقيا 2019 وكأس العرب 2021. هذه الألقاب تؤكد أن اللاعب قادر على تقديم أداء استثنائي عندما يجد البيئة المناسبة والقيادة الحكيمة، مما يعزز من فرضية نجاح بيتكوفيتش في إدارته بطريقة مثلى.
تبقى تجربة يوسف بلايلي مع المنتخب الجزائري تحت قيادة بيتكوفيتش مثالاً يُدرس في كيفية التعامل مع اللاعبين ذوي الشخصيات المعقدة، وتؤكد أن الإدارة الذكية قادرة على تحويل أي لاعب إلى عنصر إيجابي ومؤثر.