عيسى ماندي يعيش بالفعل واحدة من أفضل فتراته الفنية والبدنية في مشواره الكروي، وهو ما أكدته مواجهة ناديه ليل الأخيرة أمام نانت، حيث واصل المدافع الجزائري تقديم مستويات راقية وراقبتها جماهير المنتخب الوطني بشغف واهتمام.
ماندي برز مؤخراً بثبات أداءه وتفوقه في الصراعات الثنائية، إضافة إلى التمركز الذكي والتغطية الدفاعية المتقنة، فضلاً عن تنظيم الخط الخلفي بتوجيه زملائه وإخراج نظيف للكرات من المناطق الحساسة.
كل هذه المؤشرات الإيجابية لم تكن صدفة، بل امتداد للسلسلة القوية التي سجلها أمام أندية بحجم روما وباريس سان جيرمان، الأمر الذي منحه تقييمات مرتفعة لدى مواقع الإحصاء الرياضي.
جدير بالذكر أن ماندي تعرض في الأشهر الأخيرة لانتقادات كبيرة بعد بعض التراجع في أدائه مع المنتخب، خاصة في تصفيات مونديال 2026، لكن اللاعب المخضرم أظهر رداً عملياً على هذه الانتقادات من خلال العودة لمستواه العالي مع ليل، وهو ما دفع المدرب برونو جينيسيو لإشادته العلنية ووصفه باللاعب المثالي داخل وخارج الملعب.
عزيمة ماندي وتجربته باتت اليوم نقطة قوة مهمة في منظومة الدفاع الجزائري، وسط استمرار الإشكالات الدفاعية في المنتخب وكثرة الحديث عن ضرورة التجديد، خصوصاً مع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا في المغرب سنة 2025.
ويشار إلى أن عيسى ماندي أصبح قريباً من تحطيم الرقم القياسي في عدد المشاركات الدولية مع الجزائر، حيث من المنتظر أن يصل إلى 110 مباراة دولية، ليبقى صاحب الرقم الأعلى في تاريخ محاربي الصحراء.
إذا حافظ ماندي على هذا النسق التصاعدي، فسيجنب المنتخب الوطني كثيراً من المشاكل في الخط الخلفي ويعيد الثقة للجماهير في قدرة الخضر على المنافسة القوية قارياً. الاستمرارية تبقى الآن كلمة السر في مشوار مدافع الجزائر المخضرم نحو دخول تاريخ الدفاع الجزائري من أوسع الأبواب.