وفاة رشيد مخلوفي أسطورة كرة القدم الجزائرية
رشيد مخلوفي رحمه الله

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نستقبل اليوم الجمعة 08 نوفمبر 2024 وفاة أسطورة الكرة الجزائرية، الرمز الرياضي والوطني، رشيد مخلوفي. رحل عن دنيانا الفانية، تاركاً خلفه إرثاً كروياً عظيماً، ومسيرة حافلة بالإنجازات التي ستظل محفورة في ذاكرة كل محبي كرة القدم الجزائرية والعربية.

كان رشيد مخلوفي أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، فهو رمز للوطنية والإصرار والعطاء. حقق إنجازات فردية وجماعية لا تُنسى، منها:

  • أفضل هداف جزائري في الدوري الفرنسي: سجل مخلوفي 143 هدفاً في الدوري الفرنسي، وهو رقم قياسي لا يزال قائماً حتى اليوم.
  • هداف تاريخي: سجل مخلوفي 184 هدفاً مع ثلاثة أندية مختلفة طوال مسيرته الكروية.
  • بطولات محلية وقارية: توج مخلوفي بـ 7 ألقاب، منها 4 ألقاب في الدوري الفرنسي، مما يؤكد مكانته كواحد من أفضل اللاعبين الجزائريين على مر التاريخ.
  • مهندس الإنجازات: بصفته مدرباً، قاد مخلوفي المنتخب الوطني الجزائري لتحقيق الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1975، وهو الإنجاز الأول من نوعه للمنتخب الجزائري.


المشوار الكروي:
الأندية:
اتحاد سطيف (1952-1954)
سانت إتيان (1954-1958، 1962-1968):
325 مباراة
150 هدف
سيرفيت جنيف (1962):
14 مباراة
12 هدف
باستيا (1968-1970):
77 مباراة
22 هدف
المنتخبات:
منتخب جبهة التحرير الوطني (1958-1962): 40 مباراة، 43 هدف
منتخب الجزائر (1963-1968): 11 مباراة، 5 أهداف

الإنجازات كلاعب:
الأندية:
بطل فرنسا 4 مرات مع سانت إتيان وكأس فرنسا.
بطل سويسرا مع سيرفيت جنيف.
ثاني أحسن هداف في تاريخ سانت إتيان (151 هدف).
أحسن هداف جزائري في الدوري الفرنسي (143 هدف).
أول جزائري يشارك ويسجل في دوري أبطال أوروبا (1957).
فاز 3 مرات بالنجمة الذهبية لأحسن لاعب في الدوري الفرنسي (1964، 1966، 1967).

الإنجازات كمدرب:
المنتخب الجزائري:
ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975.
ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية 1978.
الأندية:
كأس لبنان مرتين مع النجمة اللبناني (1997، 1998).
نهائي كأس تونس 1993 مع نادي المرسى.

المنتخب الجزائري: أشرف على المنتخب الجزائري في 59 مباراة، حقق خلالها 30 فوزًا، 9 تعادلات و20 هزيمة. وهو ثاني أكثر المدربين استقرارًا بعد بلماضي وصاحب ثالث أكبر عدد من المباريات على رأس العارضة الفنية للخضر.

لم يكن رشيد مخلوفي مجرد لاعب كرة قدم موهوب، بل كان رمزاً للوطنية والتضحية. فقد فضل الانضمام إلى منتخب جبهة التحرير الوطني، متخلياً عن فرصة اللعب في كأس العالم مع المنتخب الفرنسي. هذه الخطوة البطولية تثبت مدى حبه لوطنه وولائه لقضيته.

رحيل رشيد مخلوفي خسارة كبيرة للكرة الجزائرية، ولكنه في الوقت نفسه فرصة لتذكر إنجازاته وتقدير مسيرته الحافلة. سيظل مخلوفي مصدر إلهام للأجيال القادمة من اللاعبين الجزائريين، وسيكون دائماً رمزاً للكرة الجزائرية.

وفاة أسطورة كرة القدم الجزائرية رشيد مخلوفي عن سن الـ88
وفاة أسطورة كرة القدم الجزائرية رشيد مخلوفي عن سن الـ88

فقدت الكرة الجزائرية أحد أبرز أساطيرها، رشيد مخلوفي، الذي يعد أول من حمل الرقم 10 في منتخب جبهة التحرير الوطني إبان الاحتلال الفرنسي. مخلوفي، الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم الجزائرية، لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان رمزاً للنضال الوطني.

بدأ مشواره الكروي مع اتحاد سطيف في الخمسينيات، حيث برزت موهبته الفذة التي قادته للاحتراف في نادي سانت إتيان الفرنسي. وما زال مخلوفي يحتفظ بثاني أفضل رقم قياسي في تاريخ النادي برصيد 151 هدفاً في جميع المنافسات، متفوقاً على ساليف كايتا ومتأخراً فقط عن هيرفي ريفيلي.

لكن القصة الأبرز في مسيرة مخلوفي كانت عشية مونديال 1958 بالسويد. فقبل يوم واحد من إعلان القائمة النهائية للمنتخب الفرنسي، وتحديداً في 8 أفريل، اتصلت جبهة التحرير الوطني بمجموعة من اللاعبين الجزائريين المحترفين في فرنسا. وفي قرار تاريخي، اختار مخلوفي ومعه مصطفى زيتوني مدافع موناكو وسبعة لاعبين آخرين الانضمام إلى فريق جبهة التحرير الوطني في تونس.

في 15 أفريل 1958، تم الإعلان رسمياً عن تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني، الذي كان بمثابة سفير للقضية الجزائرية في المحافل الدولية من خلال المباريات الودية التي خاضها في مختلف أنحاء العالم.

بعد استقلال الجزائر عام 1962، انتقل مخلوفي إلى سويسرا للعب مع سيرفيت جنيف، حيث توج ببطولة الدوري السويسري. ثم عاد إلى سانت إتيان ليحقق نجاحات باهرة، متوجاً بثلاث بطولات وكأساً واحدة في ست سنوات. واختتم مسيرته الكروية مع نادي باستيا كلاعب ومدرب في آن واحد.

لم تقتصر إنجازات مخلوفي على الملاعب الفرنسية، فبعد عودته إلى الجزائر، واصل عطاءه كمدرب حيث قاد المنتخب الوطني للتتويج بميداليتين ذهبيتين: الأولى في ألعاب البحر المتوسط 1975 بالجزائر العاصمة، والثانية في الألعاب الإفريقية 1978. كما كان جزءاً من الطاقم الفني للمنتخب الجزائري في مونديال 1982 بإسبانيا رفقة المدرب خالف محي الدين.

يرحل مخلوفي تاركاً إرثاً رياضياً ووطنياً خالداً، فهو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل رمز للتضحية والوطنية، حيث فضّل خدمة قضية بلاده على المشاركة في كأس العالم مع منتخب فرنسا. قصته ستبقى ملهمة للأجيال القادمة، تذكرهم بأن الوطن يأتي قبل كل شيء.

رحم الله رشيد مخلوفي، الذي سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الكرة الجزائرية والعربية كأحد رموز الرياضة والنضال الوطني.

ختاماً، نتقدم بأحر التعازي لعائلة الفقيد ولجميع محبي كرة القدم الجزائرية، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *