تتجه الأنظار إلى باريس، حيث سيُقام حفل الكرة الذهبية 2025 يوم 22 سبتمبر في مسرح شاتليه، في حدث يعد بأن يكون الأكثر إثارة في تاريخ الجائزة. لأول مرة، لن يعرف الفائز بجائزة Ballon d’Or هويته إلا لحظة الإعلان على المسرح، مما يضفي عنصر المفاجأة ويزيد من التشويق.
تأتي هذه الخطوة بعد جدل الموسم الماضي حول فوز رودري على حساب فينيسيوس جونيور، مما دفع ريال مدريد لمقاطعة الحفل احتجاجًا على تسريبات أثارت اتهامات بانعدام المصداقية.
في هذا المقال، نستعرض المعايير الثلاثة لاختيار الفائز بالكرة الذهبية 2025، ونناقش اللاعبين المرشحين بناءً على هذه المعايير، مع التركيز على تأثير كأس العالم للأندية وأداء النجوم في موسم 2024/2025.
معايير اختيار الفائز بالكرة الذهبية 2025
أعلنت مجلة فرانس فوتبول، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، عن تحديد 3 معايير لاختيار الفائز بالكرة الذهبية لعام 2025، والتي تركز على تقييم اللاعبين بناءً على أدائهم خلال الموسم من أغسطس 2024 إلى يوليو 2025. هذه المعايير هي:
- الأداء الفردي والتأثير الحاسم: يُقيَّم اللاعب بناءً على مهاراته الفردية، تأثيره في المباريات، وإحصائياته (أهداف، تمريرات حاسمة، أداء دفاعي، أو تصديات). يُعطى الأولوية للحظات الحاسمة في المباريات الكبرى، مثل الأهداف أو الأداء المؤثر في نهائيات البطولات.
- الإنجازات الجماعية والبطولات: تُؤخذ في الاعتبار الألقاب التي حققها اللاعب مع ناديه ومنتخبه، مثل دوري أبطال أوروبا، الدوريات المحلية، وكأس العالم للأندية. هذا المعيار يعكس أهمية النجاح الجماعي في تعزيز القيمة الفردية.
- الأخلاق الرياضية واللعب النظيف: يُركز هذا المعيار على سلوك اللاعب داخل وخارج الملعب، بما في ذلك تجنب البطاقات الحمراء، احترام الحكام والخصوم، والمساهمة في تعزيز قيم كرة القدم.
لماذا هذه المعايير؟
جاء اعتماد هذه المعايير ردًا على الجدل الذي رافق فوز رودري بالكرة الذهبية 2024، حيث اعتبرت جماهير ريال مدريد أن تسريبات الإعلان عن الفائز قللت من مصداقية الجائزة. قررت فرانس فوتبول إلغاء معيار “الإنجازات المهنية” (Career Criterion) الذي كان يأخذ في الاعتبار المسيرة الكلية للاعب، للتركيز على الأداء الموسمي فقط، وفقًا لتقرير L’Équipe. كما أُدخل عنصر المفاجأة بحجب اسم الفائز حتى لحظة الحفل لضمان الشفافية وإعادة الثقة في الجائزة.
دور كأس العالم للأندية 2025
تُعد كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة، عاملاً حاسمًا في تحديد الفائز بالكرة الذهبية هذا العام. نظرًا لأن موسم 2024/2025 يخلو من بطولات دولية كبرى مثل كأس العالم أو اليورو، فإن الأداء في هذه البطولة الموسعة (32 فريقًا) سيترك بصمة قوية، خاصة مع مشاركة مرشحين بارزين مثل عثمان ديمبيلي (باريس سان جيرمان)، كيليان مبابي (ريال مدريد)، فإن الأداء في مباريات ربع النهائي، مثل الهلال × فلومينينسي وريال مدريد × بوروسيا دورتموند، قد يكون حاسمًا في تعزيز حظوظ اللاعبين.
المرشحون البارزون: من يستحق الكرة الذهبية؟
استنادًا إلى المعايير الثلاثة، نستعرض أبرز اللاعبين المرشحين بناءً على أدائهم في موسم 2024/2025، مع الأخذ في الاعتبار تقارير إعلامية وإحصائيات موثوقة من مصادر مثل Sofascore وTransfermarkt:
- عثمان ديمبيلي (باريس سان جيرمان)
- الأداء الفردي: سجل 35 هدفًا وقدم 15 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، وقاد باريس سان جيرمان للفوز بدوري أبطال أوروبا 2025 بنتيجة 5-0 أمام إنتر ميلان. كان حاسمًا في مباريات الأدوار الإقصائية، وسجل هدفًا في النهائي.
- الإنجازات الجماعية: فاز بالرباعية (دوري أبطال أوروبا).
- الأخلاق الرياضية: لم يتلق أي بطاقة حمراء هذا الموسم، ويُعرف بأسلوبه الاحترافي داخل الملعب.
- لماذا يستحق؟: ديمبيلي هو المرشح الأول بنسبة 71% وفقًا لتوقعات المراهنات على إكس، بفضل تأثيره الهائل وقيادته لفريق باريس سان جيرمان. أداؤه في كأس العالم للأندية، خاصة في مباراة ربع النهائي ضد بايرن ميونخ، قد يعزز حظوظه.
- لامين يامال (برشلونة)
- الأداء الفردي: سجل 21 هدفًا وقدم 26 تمريرة حاسمة في 57 مباراة، وساهم في فوز برشلونة بالدوري الإسباني وكأس الملك. على الرغم من خسارة إسبانيا في نهائي دوري الأمم الأوروبية، كان يامال نجم الفريق بتقييم 8.2/10 من Sofascore.
- الإنجازات الجماعية: قاد برشلونة لتحقيق الثنائية المحلية (الدوري وكأس الملك).
- الأخلاق الرياضية: أثار جدلاً برفضه التصفيق للمنتخب البرتغالي في نهائي دوري الأمم، لكنه لم يتلق أي عقوبات تأديبية.
- لماذا يستحق؟: بعمر 17 عامًا فقط، يُعد يامال ظاهرة كروية، وفوزه قد يجعله أصغر فائز بالجائزة في التاريخ، متجاوزًا رونالدو البرازيلي.
- محمد صلاح (ليفربول)
- الأداء الفردي: سجل أكثر من 30 هدفًا وقدم 15 تمريرة حاسمة، وقاد ليفربول للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز. تألقه في مباريات كبرى، مثل ربع نهائي دوري الأبطال ضد باريس سان جيرمان، عزز مكانته.
- الإنجازات الجماعية: فوز ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز 2025، لكنه لم يشارك في كأس العالم للأندية، مما قد يضعف حظوظة مقارنة بالمرشحين الآخرين.
- الأخلاق الرياضية: يُعرف صلاح بسلوكه الاحترافي وتجنبه للعقوبات التأديبية، مما يعزز مكانته في هذا المعيار.
- لماذا يستحق؟: رغم أدائه الاستثنائي، قد يؤثر غياب ليفربول عن كأس العالم للأندية على حظوظه، حيث تُعطى الأولوية للبطولات العالمية.
- أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)
- الأداء الفردي: سجل 10 أهداف وقدم 15 تمريرة حاسمة، وحافظ على 20 شباك نظيفة كظهير أيمن في دوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي.
- الإنجازات الجماعية: قاد باريس سان جيرمان لتحقيق الرباعية، بما في ذلك دوري الأبطال، وحصل على جائزة أفضل لاعب في دوري الأمم الأوروبية.
- الأخلاق الرياضية: يُعرف بسلوكه الرياضي الممتاز، مما يجعله نموذجًا للعب النظيف.
- لماذا يستحق؟: حكيمي يُعد مرشحًا قويًا، خاصة إذا تألق مع باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية ضد بايرن ميونخ.
من يستحق الفوز؟
بعيدًا عن الانتماءات النادوية، وبحيادية تامة، يبرز عثمان ديمبيلي كالمرشح الأقوى حاليًا بفضل أرقامه الاستثنائية (35 هدفًا، 15 تمريرة حاسمة) وقيادته باريس سان جيرمان لتحقيق الرباعية، بما في ذلك دوري الأبطال. تصريح مدربه لويس إنريكي على إكس يؤكد أنه “قائد داخل وخارج الملعب”، مما يعزز مكانته في معايير الأداء الفردي والأخلاق الرياضية. ومع ذلك، فإن لامين يامال يُعد منافسًا قويًا بفضل تألقه بعمر 17 عامًا، وسيكون فوزه إنجازًا تاريخيًا. حكيمي قد يعتمد على أدائه في كأس العالم للأندية لتجاوز ديمبيلي، بينما يتراجع صلاح نسبيًا بسبب غياب فريقه عن البطولة العالمية أو تراجع الأداء الفردي.
حفل الكرة الذهبية 2025 يعد بأن يكون واحدًا من أكثر النسخ إثارة، مع عنصر المفاجأة الذي سيحجب اسم الفائز حتى لحظة الصعود إلى المسرح. معايير الأداء الفردي، الإنجازات الجماعية، واللعب النظيف، التي أعادت فرانس فوتبول صياغتها لضمان الشفافية، ستضع لاعبين مثل ديمبيلي، يامال، وحكيمي في صدارة السباق. دور كأس العالم للأندية 2025 سيكون حاسمًا، خاصة للاعبين الذين قد يغيروا المعادلة بهدف حاسم. من سيتوج بالكرة الذهبية؟ الإجابة ستُكشف في باريس، وسط ترقب عالمي لتتويج ملك جديد لكرة القدم.