57 دقيقة فقط.. لماذا استسلم مدرب مارسيليا من غويري مبكراً؟
أمين غويري - لاعب أولمبيك مارسيليا

شهدت الـ 57 دقيقة الأولى من مباراة ستراسبورغ ومارسيليا اليوم أداءً متضارباً من الدولي الجزائري أمين غويري، الذي أظهر نشاطاً واضحاً في الحركة الهجومية لكنه فشل في ترجمة هذا النشاط إلى خطورة حقيقية على مرمى ستراسبورغ. المدرب قرر إجراء تغيير تكتيكي بإخراج غويري في الدقيقة 57، في وقت يتأخر فيه مارسيليا بهدف نظيف.

خلال فترة وجوده في الملعب، أظهر غويري تحركات ذكية وحضوراً واضحاً في المناطق الهجومية، محاولاً خلق المساحات وإيجاد الفرص لنفسه ولزملائه. لكن رغم هذا النشاط، فشل اللاعب الجزائري في تسجيل الفارق المطلوب، وأضاع أبرز الفرص التي سنحت له، خاصة الانفراد الواضح مع الحارس في الشوط الأول الذي كان بإمكانه تغيير مجرى المباراة لصالح مارسيليا.

هذا الإخفاق في استغلال الفرص يعكس الضغط النفسي الذي يعيشه غويري منذ بداية الموسم، حيث يبدو أن التوقعات العالية المعلقة عليه تؤثر على قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة أمام المرمى.

إخراج غويري في الدقيقة 57 وسط تأخر مارسيليا بهدف يطرح تساؤلات حول طبيعة هذا القرار. هل كان تغييراً تكتيكياً بحتاً لإدخال لاعب بخصائص مختلفة، أم أنه رسالة واضحة من المدرب حول عدم رضاه عن مستوى الأداء المقدم؟

التوقيت المبكر نسبياً للتغيير، خاصة مع حاجة الفريق للأهداف، يشير إلى أن الجهاز الفني لم يكن راضياً عن العطاء المقدم من اللاعب الجزائري، مما قد يؤثر على مكانته في التشكيلات القادمة إذا لم يطور من مستواه سريعاً.

يواجه غويري حالياً أصعب فترة في مسيرته مع مارسيليا، حيث يجد نفسه في نفق مظلم من تراجع الأداء وعدم الفعالية أمام المرمى. هذا الوضع يتطلب من اللاعب الجزائري مراجعة شاملة لأسلوبه في التعامل مع الضغوط وطريقة إنهاء الهجمات.

الأمل يبقى معلقاً على قدرة غويري على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، فاللاعب يملك من الإمكانيات الفنية ما يؤهله للعودة بقوة، لكن الأمر يتطلب عملاً مضاعفاً على الجانب النفسي واستعادة الثقة المفقودة. الهدف الأول الذي سيسجله غويري قد يكون المفتاح لتحريره من هذا الضغط الرهيب والعودة إلى مستواه الحقيقي مع الفريق الجنوبي الفرنسي.