تحتضن ليلة الأربعاء 1 أكتوبر 2025 واحدة من أكثر المواجهات إثارة في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026، عندما يستقبل برشلونة ضيفه باريس سان جيرمان على ملعب مونتجويك في مواجهة تحمل كل ملامح النهائيات الكبرى. هذه القمة الأوروبية تعيد إلى الأذهان الصدام المنتظر الذي لم يحدث في النهائي الماضي، وتضع وجهاً لوجه فلسفتين تكتيكيتين متناقضتين تحت قيادة هانز فليك ولويس إنريكي.
الصراع الفلسفي بين المدربين
يدخل برشلونة بقيادة هانز فليك هذه المواجهة وهو متوهج محلياً، حيث يتصدر الليغا بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد بعد الفوز الأخير على ريال سوسيداد 2-1. فليك يعتمد على فلسفة الضغط العالي والدفاع المتقدم، لكن هذا التكتيك سيف ذو حدين – فالسيطرة ممكنة والهيمنة واردة، لكن أي كرة تُفقد في نصف الخصم قد تتحول إلى كابوس خلف خط دفاعه المتقدم.
أما باريس سان جيرمان تحت قيادة لويس إنريكي، فيدخل مرحلة ما بعد عصر مبابي بثقة عالية، حيث أعاد إنريكي تشكيل الفريق بفلسفة جماعية لا تعتمد على نجم واحد. الفريق الباريسي حقق بداية قوية في دوري الأبطال بسحق أتالانتا 4-0، مؤكداً أن رحيل النجم الفرنسي لم تؤثر سلباً على الأداء الجماعي.
التحديات والغيابات
تضرب الإصابات الفريقين بقسوة قبل هذه القمة الحاسمة. برشلونة يفتقد لحارسه الأول تير شتيغن وعماد وسطه جافي، بالإضافة لفيرمين لوبيز وإنييجو مارتينيز، لكن عودة لامين يامال من الإصابة تمنح فليك سلاحاً هجومياً إضافياً إلى جانب ليفاندوفسكي ورافينيا.
باريس من جهته يعاني من غيابات مؤثرة في خط الدفاع مع ماركينيوس، بالإضافة لعثمان ديمبيلي وربما كفاراتسخيليا، لكن مرونة إنريكي التكتيكية والعمق الكبير في تشكيلة الفريق يجعلانه قادراً على التكيف مع هذه الغيابات.
المعركة في خط الوسط
ستكون المعركة الحاسمة في خط الوسط، حيث يقود بيدري ودي يونج خط وسط برشلونة في مواجهة خط وسط باريس المتأثر بالغيابات. من يسيطر على هذه المنطقة الحيوية سيملك زمام المبادرة في المباراة، خاصة مع أهمية التمريرات العمودية لتغذية الخطوط الأمامية.
صراع الأطراف والتحولات السريعة
على الأطراف، تبدو المواجهة مشتعلة بين سرعة لامين يامال وذكاء أشرف حكيمي، وبين قدرة باريس على التحول السريع من الدفاع للهجوم وقوة برشلونة في خنق الخصم داخل مناطقه الدفاعية. هذا التباين في الأسلوب قد يحدد طبيعة اللقاء ومساراته التكتيكية.
الطاقم التحكيمي والإحصائيات
كلف الاتحاد الأوروبي الحكم الإنجليزي المخضرم مايكل أوليفر بقيادة هذه القمة، والذي يملك سجلاً إيجابياً مع باريس (4 انتصارات من 5 مباريات) بينما أدار لبرشلونة 4 مباريات سابقة بنتائج متباينة. أوليفر معروف بحزمه وعدله، وقد أدار مباريات حاسمة في تاريخ دوري الأبطال.
هذه المواجهة تحمل كل شيء: التاريخ، الصراع، الحنين والطموح. برشلونة يريد إثبات أن مشروع فليك أكثر من مجرد بداية واعدة، بينما يسعى باريس لبرهنة أن حقبة ما بعد مبابي أكثر نضجاً وصلابة. مونتجويك لن يكون مجرد ملعب، بل ساحة اختبار حقيقية لمن يستحق الهيمنة في القارة العجوز.


